إذا كان لديك هاتف ذكي يمكنك استخدامه في الكتابة، والإيميل، وتصفح الجرائد، ومشاهدة الأفلام.. إلخ، هل ستفكر في استبدال هاتف قديم لا يحمل أي مميزات سوى أنه هاتف تقليدي به؟ قد يقول البعض ممن تزعجهم التكنولوجيا إنهم سيفعلون ذلك، ولكن من المؤكد أن الغالبية ستفضل التقنيات الحديثة المتوافرة لهم. ويبدو أن الممثل الأميركي توم هانكس من أولئك الذين يفضلون القديم، فهو من هواة الأجهزة الكلاسيكية، ومعروف عنه حبه لجمع الطابعات القديمة، وتضم مجموعته حتى الآن 100 طابعة من مختلف الأشكال والماركات. يتغزل الفنان الشهير بحبه لآلات الطباعة القديمة في مقال كتبه لصحيفة «نيويورك تايمز» العام الماضي، يشرح فيه باستفاضة متعة كتابة خطاب على الآلة الكاتبة والنقر على مفاتيحها مستمتعا بصوت كل نقرة، وإعادة الشريط الطابع للبداية، يقول في المقال: «أنا أستخدم طابعة من الطراز القديم لكتابة خطاباتي، وبطاقات الشكر، والأوراق المكتبية، ومسودات قصص الأفلام، قد يكون ذلك أمرا به الكثير من الفوضى، ولكنه يمنحني الكثير من الرضا لا أجده في أي واجبات يومية أخرى». ورغم ذلك، فإنه يعترف بأنه ما زال يستخدم الكومبيوتر لطباعة الأوراق المهمة، ويعترف أيضا بأن صوت مفاتيح الطابعة ووقعها يسحره أكثر من صوت لوحة الكتابة على الكومبيوتر: «كل شيء تطبعه على طابعة قديمة له صوت ضخم، الكلمات تكون انفجارات مصغرة»، وينتهي بأن صوت الطابعة هو سبب وجيه بالنسبة له لاقتناء طابعة قديمة، بالإضافة إلى 3 أسباب أخرى، ليس من بينها السرعة أو السهولة، السبب الأول هو الاستمتاع بعملية الكتابة أو (النقر على المفاتيح) ذاتها: «الإحساس بها جميل كالصوت الذي يصدر منها».
وعشق هانكس لآلة الكتابة التقليدية أمر معروف لدرجة أن أحد معدي برنامج على الإنترنت أراد أن يضمن قبول هانكس للظهور في برنامجه، فأرسل له دعوة مكتوبة على الآلة الكاتبة مرفقة بآلة كلاسيكية الطراز، فما كان من الممثل الشهير إلا أن أرسل قبوله مكتوبا بالطريقة نفسها قائلا بطريقته المرحة: «كيف تجرؤ على تخيل أنني سأقبل بهذه الرشوة الرائعة على هيئة آلة كاتبة من طراز (كورنونا) صنع عام 1934»، واختتم: «سأوجه فريق العمل معي بالتنسيق مع فريقكم لتحديد وقت للمقابلة».
الطريف أن هانكس زاوج بين عشقه الطابعة القديمة والتقنية الحديثة؛ حيث أنتج تطبيقا للـ«آي باد» يحمل اسمه «هانكس رايتر» للطباعة التقليدية، تربع على قائمة «آي تيونز» لأكثر التطبيقات رواجا، وهو تطبيق للكتابة مثل غيره، ولكنه يمتاز بتصميم قديم، ويهدف لإعادة الإحساس باستخدام الآلة الكاتبة التي كانت تستخدم يدويا فيما مضى لكن بشكل يواكب الكتابة في العصر الرقمي.
ويعيد تطبيق «هانكس رايتر» الإحساس السمعي والبصري بالطراز القديم للكتابة.
وكتب هانكس في تعليق ملحق بالتطبيق: «في نهاية السبعينات اشتريت آلة كاتبة خفيفة بالقدر الذي يمكن معه التنقل بها في أنحاء العالم وقوية بالقدر الذي يجعلها تتحمل ضغط 10 أصابع عليها لعقود».
وأضاف: «اشتريت منذ ذلك الحين المزيد.. كل واحدة تختلف عن الأخرى؛ من حيث التصميم وطريقة العمل والصوت».
يتيح التطبيق للمستخدمين كتابة رسائل بريد إلكتروني وخطابات وقصص عبر آلة كاتبة افتراضية يصاحبها صوت نقر أصابع على المفاتيح مع ظهور كل حرف على الصفحة.
كما يمكن للمستخدمين «إدخال» صفحات جديدة أو ضبط الصفحات لأعلى أو أسفل لتظهر الصفحة التالية تماما مثلما كانت الحال في الآلات القديمة.
وبعد كتابة النص يمكن إرساله عبر البريد الإلكتروني أو طباعته ومشاركته مع الآخرين من خلال التطبيق.
ويتضمن التطبيق المجاني نوعا واحدا من آلات الكتابة مع إمكانية إضافة أصوات مختلفة للنقر وأشكال وألوان لشريط الكربون وخواص أخرى كل منها مقابل 99.2 دولار.
قدم هانكس للتطبيق بقوله إن كل آلة كاتبة اقتناها كانت «ترسم على الورق خطا مرسوما للخيال عبر المفاتيح والمفاتيح الجانبية والحبر، كأنما تقوم بطريقة ناعمة بنحت الكلمات في الصخر. عندما أكتب لا أهتم بشطب كلمة أو إعادة طبعها فوق السطر أو بشطب كلمة بحروف (xxxx) أو بتركيب الجمل المضحك أو بأخطاء الإملاء، وذلك لسبب بسيط وهو أن الإحساس بصوت وملمس الآلة الكاتبة يمتعني بشكل لا يمكن مضاهاته.. حتى الآن على الأقل». وفي مقابلة مع جريدة «يو إس إيه توداي» قال: «أتوقع أن يستخدم بعض الناس التطبيق فقط من أجل صوت مفاتيح الكتابة المميز، ولكنني أرى أنه للأشخاص الذين يرغبون في تجربة شخصية مميزة لعملية الكتابة على الـ(آيباد)».
* مشاهير وتطبيقات
وقبل «هانكس رايتر» شهد عالم التطبيقات الذكية مشاركات من المشاهير للمزيد من الدعاية والاستثمار منها:
- تطبيق «لقطات لي» للمغني جاستين بيبر، وهو موقع تواصل اجتماعي يضع فيه الأعضاء صور «سلفي» لهم.
- تطبيق للمغني سنوب دوغ يسمح بتركيب شعارات وملصقات على الصور.
- تطبيق للممثلة الأميركية باميلا أندرسون «ويك آب ويذ باميلا».
- تطبيق للممثل ديفيد هاسلهوف «آسك ذا هوف».
- تطبيق «بطاقات معايدة من تايلور سويفت» يستخدم صور المغنية الشهيرة أساسا لابتكار بطاقات معايدة.
- تطبيق خاص للسباح الأوليمبي توم دايلي.