اتسع فضاء الفن في مصر، وتعددت مشاربه، وأصبح أكثر التحاما بنبض الشارع وهموم الناس.. فبعد رسومات «الغرافيتي» التي وثقت لثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011 على جدران الشوارع والميادين والمقاهي والبيوت، ظهر الكثير من الحركات والفرق الفنية في المسرح والموسيقى والغناء والفن التشكيلي، وأبرزها جماعة «الفن ميدان».
تواصلا مع هذه الروح يعتزم «مشروع التحرير لاونج غوته» في مصر، وهو مشروع ثقافي اجتماعي يرعاه المعهد الثقافي الألماني بالقاهرة، تنظيم ورشة فنية لتعليم الفتيات فن كتابة وأداء أغاني الراب والهيب هوب، وهي الفنون التي تقتصر في الأداء في منطقة الشرق الأوسط على الشباب من الذكور.
وفن «الهيب هوب» هو نوع من الغناء نشأ في الولايات المتحدة مع بداية السبعينات من القرن الماضي، كحركة ثقافية للسود في أميركا (الأميركيين الأفارقة)، وكرد فعل لما تعرضوا له من العنصرية ولإظهار ثقافة وفن مستقل خاص بهم، يستطيعون من خلاله التعبير عن أنفسهم وأشواقهم في العدل والحرية، ويعكس حقيقة مشكلاتهم من الفقر والبطالة والعنصرية والظلم.
ويقول منظمو الورشة، إنها تهدف إلى تعريف الفتيات بشكل خاص من سن 16 إلى 26 عاما بكيفية استخدام الآلات في كتابة الأغاني وكيف يمكنهن الغناء على الألحان المختلفة، وكيف تتمكن من أداء هذه الأغاني أمام الجمهور، في الفضاء الطلق، أو داخل استوديوهات التسجيل، وكذلك سيتعرفن على نبذة عامة عن تاريخ الهيب هوب.
توضح سارة حسين، إحدى المشاركات، أن الكثير من الفتيات أصبحن يقبلن على هذا النوع من الفن باعتباره ليس حكرا على الرجال كما تبدو الصورة في مصر والمنطقة العربية، وفي ظل الدور المتزايد للمرأة في كل المجالات والأنشطة، ورغبتها بالمشاركة والتعبير عن أحوالها وإبداعها. وأضافت أن هناك الكثير من القضايا التي يناقشها غناء الهيب هوب للفتيات ومنها انتقاد ظاهرة التحرش في مصر.
يشار إلى أن الورشة التي ستقام في القترة من 14 إلى 18 سبتمبر (أيلول) المقبل، بمقر المشروع بمعهد الثقافي الألماني «غوته» في القاهرة، سيشارك فيها فريق «أسفلت» الغنائي المصري، الذي تشكل في بداية عام 2005 من اثنين من مغني الراب حاولا التعبير عن مشكلات المجتمع التي تمس الشباب والفتيات في الحياة اليومية، ويمزج «أسفلت» بين الموسيقى الصاخبة وثقافة الراب المصرية.
ويمكن الاشتراك في الورشة عبر تسجيل مقطع فيديو لا يزيد على 3 دقائق يغني فيه المتسابق جزءا من أغنية هيب هوب، ثم يرفعه على موقع «اليوتيوب» على الإنترنت وإرفاقه في استمارة اشتراك، على أن يتم تقييمه في النهاية.
وقد انتشرت ثقافة الهيب هوب في السنوات الأخيرة في جميع أنحاء العالم وامتدت إلى العالم العربي خاصة بين فئة الشباب، لما تتميز به من حرية في التعبير ليست موجودة في أي فن آخر، وكذلك السهولة في كتابة الكلمات دون تقيد، بحيث يستطيع أي مغني راب كتابة كلمات ووضع موسيقى عليها من خلال برامج كومبيوتر جاهزة. ومشروع «التحرير لاونج غوته»، هو مشروع ثقافي اجتماعي تأسس عقب ثورة 25 يناير في أبريل (نيسان) 2011 تحت شعار «كن إيجابيا وشارك في التغيير»، بموجب اتفاق مع معهد غوته بالقاهرة، ضمن مشروعات الشراكة الألمانية المصرية من أجل التحول الديمقراطي، والتي تمول من قبل وزارة الخارجية الألمانية في سبيل دعم عملية التحول الديمقراطي في مصر.
ويهدف المشروع إلى تعزيز قيم الديمقراطية وبناء مجتمع قوي متسامح، ويعد بمثابة ملتقى مفتوح لمختلف تيارات المجتمع السياسية والاجتماعية، حيث ينظم المشروع الكثير من الأنشطة منها ورش عمل والندوات الحفلات ومعارض صور وغيرها. ويقول القائمون على المشروع، إن هدفهم دعم المبادرات الشبابية بصرف النظر عن خلفياتها الاجتماعية والسياسية دون إقصاء أو تمييز، والتي يمكنها تحقيق تغيير في المشاركة السياسية والاجتماعية حرية الرأي والتعبير.
7:57 دقيقة
بعد «الفن ميدان» ورش لتعليم الفتيات ألوانا من حركات الغناء الغربية
https://aawsat.com/home/article/169101
بعد «الفن ميدان» ورش لتعليم الفتيات ألوانا من حركات الغناء الغربية
يتبناها معهد غوته الألماني في القاهرة بالتعاون مع فريق «أسفلت»
- القاهرة: محمد عبده حسنين
- القاهرة: محمد عبده حسنين
بعد «الفن ميدان» ورش لتعليم الفتيات ألوانا من حركات الغناء الغربية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة