قضايا جوهرية تحسم النقاش في آخر مناظرة قبل استفتاء اسكوتلندا

حملة الاستقلال تثير العملة الوطنية والديون والثروة النفطية الهائلة

أليكس سالموند (يمين) زعيم الحزب الوطني الاسكوتلندي المؤيد للاستقلال، وأليستير دارلنغ زعيم حملة «معا أفضل» المناهضة للاستقلال، خلال المناظرة التلفزيونية أول من أمس (أ.ف.ب)
أليكس سالموند (يمين) زعيم الحزب الوطني الاسكوتلندي المؤيد للاستقلال، وأليستير دارلنغ زعيم حملة «معا أفضل» المناهضة للاستقلال، خلال المناظرة التلفزيونية أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

قضايا جوهرية تحسم النقاش في آخر مناظرة قبل استفتاء اسكوتلندا

أليكس سالموند (يمين) زعيم الحزب الوطني الاسكوتلندي المؤيد للاستقلال، وأليستير دارلنغ زعيم حملة «معا أفضل» المناهضة للاستقلال، خلال المناظرة التلفزيونية أول من أمس (أ.ف.ب)
أليكس سالموند (يمين) زعيم الحزب الوطني الاسكوتلندي المؤيد للاستقلال، وأليستير دارلنغ زعيم حملة «معا أفضل» المناهضة للاستقلال، خلال المناظرة التلفزيونية أول من أمس (أ.ف.ب)

مدينة غلاسكو الاسكوتلندية، أول من أمس، مناظرة تلفزيونية ختامية خصصت لمناقشة مستقبل اسكوتلندا، وذلك قبل أسابيع فقط من استفتاء تاريخي على استقلال اسكوتلندا، مع تطلع المعسكر المؤيد للانفصال إلى أداء مميز لزعيمه يغير الوضع لصالحه.
وركزت المناظرة التي جمعت بين أليكس سالموند زعيم الحزب الوطني الاسكوتلندي المؤيد للاستقلال، وأليستير دارلنغ زعيم حملة «معا أفضل» المناهضة للاستقلال، على ثلاث قضايا أساسية، وهي ما إذا كانت اسكوتلندا المستقلة قد تحافظ على الجنيه الإسترليني وكيفية ذلك، وعدد براميل النفط المتبقية في بحر الشمال، وما إذا كانت الخدمة الصحية التي تمول من أموال عامة ستكون أفضل لدى انفصال اسكوتلندا. وقد اعتبر بعض المحللين السياسيين هذه النقاط الثلاث قضايا جوهرية من شأنها أن تحسم النقاش في الصراع الدائر بين الطرفين. وقال باتريك بريوني، مدير الأبحاث في معهد سيرفيشن لاستطلاعات الرأي، عن المناظرة التي جرت «إنها آخر فرصة عامة حقيقية للوصول إلى عدد كبير من الناس». وأضاف موضحا «سالموند يعد إلى حد كبير جدا الخاسر في هذه اللحظة، ومن ثم فهو يحتاج فعلا إلى أداء يؤثر في الناس».
يشار إلى أن سالموند كان قد أخفق بشكل غير متوقع في الهيمنة خلال أول مناظرة تلفزيونية من هذا القبيل، جرت في الخامس من أغسطس (آب) الحالي، والتي أحرجه فيها أليستير دارلنغ، زعيم حملة «معا أفضل» المناهضة للاستقلال، بشأن قضية ترتيبات العملة في اسكوتلندا المستقلة.
ومع اقتراب موعد الاستفتاء في 18 سبتمبر (أيلول) المقبل تظهر استطلاعات الرأي أن حملة إنهاء اسكوتلندا للاتحاد القائم منذ 307 أعوام مع إنجلترا، والانفصال عن المملكة المتحدة، تحتل مركزا متأخرا في الاستطلاعات، مثلما كان الحال بصفة عامة منذ البداية. وقد أظهرت عدة استطلاعات أجريت في الآونة الأخيرة ارتفاع نسبة التأييد لهذه الحملة ببضع نقاط، ولكن وفقا لأحدث استطلاع أجري في 15 أغسطس الحالي، واعتمد على متوسط آخر ستة استطلاعات، واستبعاد من لم يحددوا مواقفهم، فقد بلغت نسبة التأييد للمعسكر المؤيد للاستقلال 43 في المائة، مقابل 57 في المائة للمعارضين. ولكن أليكس سالموند، زعيم الحزب الوطني الاسكوتلندي المؤيد للاستقلال، يشتهر بأنه سياسي ماهر، وقد سبق له أن فاز في الانتخابات بشكل غير متوقع في الماضي، ومن المتوقع أن يرفع من عدد مؤيدي حملته. وفي حال فوز المؤيدين للاستقلال لن تنال اسكوتلندا فعلا استقلالها سوى في 24 مارس (آذار) 2016.
وقبل وصول تاريخ الاستفتاء تتنازع أدنبره ولندن بشراسة على تقاسم ممتلكات التاج البريطاني، بدءا بالجنيه الإسترليني، والديون وحتى الثروة النفطية الهائلة، على خلفية احتمال أن يفضي الاستفتاء إلى استقلال اسكوتلندا. ويؤكد سالموند، رئيس الوزراء الاسكوتلندي الذي يقود الفريق المؤيد للانفصال، أن اسكوتلندا المستقلة بإمكانها أن تتولى بنفسها سياستها الاقتصادية والمالية وهو ما يعد أساس الازدهار. وفي المقابل يعد قادة أحزاب المحافظين والعماليين والليبراليين الديمقراطيين البريطانيين بمنح ادنبره مزيدا من الصلاحيات إن بقيت ضمن المملكة المتحدة، لكنهم حذروا من أسوأ الصعوبات في حال قطع صلات اقتصاد اسكوتلندا مع لندن.
وفي حال استقلال اسكوتلندا فإن إجمالي ناتجها الداخلي سيضع البلاد الجديدة في مستوى فنلندا واليونان وآيرلندا تقريبا، وهو أمر كاف إلى حد كبير لتدير أمورها بنفسها. لكن الروابط قوية جدا مع بقية مناطق المملكة المتحدة وقطعها سيهز البلاد على الأرجح، حسب بعض المراقبين السياسيين. ولخص جاك ألن، من معهد الأبحاث «كابيتال إيكونوميكس»، الوضع بقوله «قد تكون هناك فترة طويلة من التفاوض بين حكومتي ويستمنستر وهوليرود (البرلمان الاسكوتلندي) حول مواضيع مهمة، مثل تقاسم الدين العام، وضبط البنوك الاسكوتلندية، والمسألة النقدية».
لكن المعركة على العملة الوطنية لم تنتظر الاقتراع لتبدأ، إذ اقترح سالموند وحزبه الوطني الاسكوتلندي وحدة نقدية بين اسكوتلندا، وما تبقى من المملكة المتحدة (إنجلترا، بلاد ويلز، وآيرلندا الشمالية)، تحت إشراف بنك إنجلترا. لكن هذا السيناريو رفضته بشكل قاطع الأحزاب الثلاثة في ويستمنستر، مثل أليستير دارلنغ وزير المالية العمالي السابق.
إضافة إلى ذلك، هناك مشكلة توزيع ديون الدولة البريطانية، فوزارة الخزانة في لندن تعهدت بضمان كل قروض التاج البريطاني، والحصول من اسكوتلندا مستقلة على تسديد حصتها في مهلة سيتعين تحديدها. لكن في غياب أي وحدة نقدية يهدد القوميون الاسكوتلنديون بعدم الدفع، لا سيما أن عائدات الثروة النفطية قد تبدو أقل سخاء.
وقد أعدت ادنبره سيناريوهات عدة للعائدات الضريبية النفطية، أكثرها تفاؤلا يعول على 38.7 مليار جنيه إسترليني (48 مليار يورو) لميزانية السنوات الخمس المقبلة، في حين أن الوكالة المكلفة بالتوقعات الرسمية البريطانية خفضت توقعاتها للسنوات الخمس إلى 17.6 مليار جنيه (22 مليار يورو).
لكن بالنسبة للحكومة الإقليمية في ادنبره «فإن التهديد الرئيس بالنسبة للاقتصاد الاسكوتلندي يتعلق بالاستفتاء على بقاء المملكة المتحدة داخل الاتحاد الأوروبي، الذي قد يخرج اسكوتلندا من سوق موحدة تضم أكثر من نصف مليار شخص».



روسيا تستهدف خطوط الإمداد الأوكرانية

دمار أحدثته ضربة روسية طالت الجزء الأوسط من بلدة ديرهاتشي في خاركيف (أ.ف.ب)
دمار أحدثته ضربة روسية طالت الجزء الأوسط من بلدة ديرهاتشي في خاركيف (أ.ف.ب)
TT

روسيا تستهدف خطوط الإمداد الأوكرانية

دمار أحدثته ضربة روسية طالت الجزء الأوسط من بلدة ديرهاتشي في خاركيف (أ.ف.ب)
دمار أحدثته ضربة روسية طالت الجزء الأوسط من بلدة ديرهاتشي في خاركيف (أ.ف.ب)

كثّفت روسيا ضرباتها على شبكة السكك الحديدية الأوكرانية بهدف «شل» الإمدادات العسكرية، وبينها المساعدات الغربية، واستعداداً لشن هجوم جديد، حسبما قال مسؤول أمني أوكراني.

وأكد الجيش الروسي، أمس (الجمعة)، أنه قصف قطاراً كان يحمل أسلحة غربية للقوات الأوكرانية في منطقة دونيتسك (شرق)، وذلك بعد سلسلة ضربات استهدفت شبكة السكك الحديدية في أوكرانيا. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن القطار كان يحمل «أسلحة غربية ومعدات عسكرية» وتم استهدافه قرب بلدة أوداتشنيه.

وقال مسؤول أمني أوكراني إن الضربات الروسية على شبكة السكك «إجراءات تقليدية قبل شن هجوم» كبير متوقع خلال الأسابيع المقبلة. وأكد أن الهدف «شل الإمدادات و(عمليات) نقل الشحنات العسكرية».

ولشبكة السكك الحديدية أهمية حيوية في أوكرانيا، فهي تستخدم لنقل الركاب وأيضاً لأهداف تجارية وعسكرية؛ خصوصاً أن حركة الملاحة الجوية المدنية متوقفة منذ بدء الاجتياح الروسي للبلاد في فبراير (شباط) 2022.


الملك تشارلز يستأنف مهامه العامة الأسبوع المقبل للمرة الأولى منذ إصابته بالسرطان

الملك تشارلز (أ.ب)
الملك تشارلز (أ.ب)
TT

الملك تشارلز يستأنف مهامه العامة الأسبوع المقبل للمرة الأولى منذ إصابته بالسرطان

الملك تشارلز (أ.ب)
الملك تشارلز (أ.ب)

قال قصر باكنغهام، اليوم الجمعة، إن العاهل البريطاني، الملك تشارلز، سيعود إلى استئناف مهامه العامة، الأسبوع المقبل، للمرة الأولى منذ تشخيص إصابته بالسرطان، وذلك في ظل ما أحرزه من تقدم جيد في العلاج وفترة من التعافي.

وفي فبراير (شباط) الماضي، أعلن القصر أن الملك، البالغ عمره 75 عاماً، شُخّصت إصابته بنوع لم يجرِ الكشف عنه من السرطان، خلال فحوص، بعد خضوعه لإجراء تصحيحي لتضخم البروستاتا، وفق ما ذكرت وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال القصر، في بيان: «جلالة الملك سيعاود قريباً نشاطاته العامة بعد فترة علاج ونقاهة على أثر تشخيص إصابته بالسرطان».

وأضاف ناطق باسم القصر أن الأطباء «متشجعون جداً للتقدم الحاصل حتى الآن»، و«لا يزالون متفائلين» بشأن تعافيه.

ولم يعط القصر مزيداً من التفاصيل حول وضع الملك الصحي، غير أنه أشار إلى أن «برنامج العلاج يتواصل، لكن الأطباء مرتاحون بما يكفي للتقدم المسجل ليكون الملك قادراً الآن على معاودة البعض من نشاطاته العامة».

وأكد القصر أن مشاركته في المناسبات العامة «سيجري تكييفها وفق الحاجة للتخفيف من المخاطر على تعافيه».

وينتظر أن يزور الملك (75 عاماً)، الثلاثاء، مع زوجته كاميلا (76 عاماً)، مركزاً لمكافحة السرطان حيث يلتقيان الطاقم الطبي والمرضى، على ما أوضح البيان.

ومن المرتقب أيضاً أن يستقبل الملك وزوجته إمبراطور اليابان ناروهيتو، وعقيلته الإمبراطورة ماساكو، خلال زيارة دولة في أواخر يونيو (حزيران) المقبل، بدعوة من بريطانيا.

وكان الإمبراطور وزوجته قد حضرا جنازة الملكة إليزابيث الثانية، في سبتمبر (أيلول) 2022، بلندن.

وستقرّر الإطلالات العامة للعاهل البريطاني، بناء على كلّ حالة على حدة، تبعاً لتوصيات الأطباء، غير أن تشارلز الثالث لن يتّبع «برنامجه الصيفي كاملاً»، وفق ما قاله الناطق باسم قصر باكنغهام.


توتر أمام كلية «ساينس بو» في باريس على خلفية تحرّكات مؤيدة للفلسطينيين

أشخاص مؤيدون لإسرائيل يقتحمون مظاهرة الطلاب الداعمين للفلسطينيين أمام كلية «ساينس بو» في باريس (إ.ب.أ)
أشخاص مؤيدون لإسرائيل يقتحمون مظاهرة الطلاب الداعمين للفلسطينيين أمام كلية «ساينس بو» في باريس (إ.ب.أ)
TT

توتر أمام كلية «ساينس بو» في باريس على خلفية تحرّكات مؤيدة للفلسطينيين

أشخاص مؤيدون لإسرائيل يقتحمون مظاهرة الطلاب الداعمين للفلسطينيين أمام كلية «ساينس بو» في باريس (إ.ب.أ)
أشخاص مؤيدون لإسرائيل يقتحمون مظاهرة الطلاب الداعمين للفلسطينيين أمام كلية «ساينس بو» في باريس (إ.ب.أ)

عطل تحرّك مؤيد للفلسطينيين، الجمعة، سير العمل في كلية «ساينس بو» للعلوم السياسية العريقة في باريس مع حصول اعتصام في الشارع يحاكي الاعتصامات في حرم جامعات أميركية، ومواجهات متوترة مع متظاهرين مؤيدين لإسرائيل.

وتصاعد التوتر في فترة بعد الظهر مع وصول نحو خمسين متظاهراً مؤيداً لإسرائيل وهم يهتفون: «حرروا ساينس بو» و«حرروا غزة من حماس». وكان بعضهم ملثمين ويعتمرون خوذ دراجات نارية. وحدث تدافع بين أنصار المعسكرين في حضور عدد كبير من الصحافيين، ثم اصطفت قوات الشرطة لتفصل بين المجموعتين من دون استخدام العنف.

وكان طلاب مؤيدون لغزة باشروا قبل ذلك إزالة صناديق قمامة تسد مدخل المبنى، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

ومساء الأربعاء، نُصب نحو عشر خيام في باحة مبنى آخر، قبل أن تطرد الشرطة الطلاب المؤيدين للقضية الفلسطينية.

متظاهرون يلوحون بالعلم الفلسطيني أمام كلية «ساينس بو» في باريس (أ.ف.ب)

وتلقى هؤلاء الطلاب، الجمعة، دعماً من شخصيات عدة في اليسار الفرنسي المتطرف (حزب فرنسا الأبية)، بينهم الناشطة الفرنسية - الفلسطينية ريما حسن المرشحة للانتخابات الأوروبية.

وقالت حسن للصحافة إنهم يحملون «شرف فرنسا»، مكررة كلمات زعيم الحزب جان لوك ميلانشون الذي توجه برسالة صوتية إلى المتظاهرين المؤيدين لغزة بهدف دعمهم.

وقررت إدارة «ساينس بو» إغلاق عدة مبانٍ في حرمها الجامعي في باريس، و«أدانت بشدة هذه التحركات الطلابية».

ونظمت الإدارة اجتماعاً مع ممثلين عن الطلاب، صباح الجمعة، وهي تتعرض لانتقادات قسمٍ من الجسم التعليمي؛ لأنها سمحت للشرطة بالتدخل في الحرم الجامعي.

متظاهرون يدعمون إسرائيل (يسار) يواجهون متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين عند مدخل كلية «ساينس بو» في باريس (أ.ف.ب)

وقالت وزيرة التعليم العالي في فرنسا سيلفي روتايو: «نعم للنقاش، لا للتعطيل».

وتدعو «لجنة فلسطين» في الجامعة إلى «إدانة واضحة من قبل (ساينس بو) لممارسات إسرائيل» و«إنهاء التعاون» مع كل «المؤسسات أو الكيانات» التي تُعد ضالعة «في القمع النُّظمي للشعب الفلسطيني».

وكما الحال في الولايات المتحدة حيث تؤدي تحرّكات الطلاب المؤيدين لغزة إلى إثارة جدل سياسي، يُتهم نشاط الطلاب المؤيدين لغزة في «ساينس بو» بمفاقمة معاداة السامية في الحرم الجامعي.

ورأى رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا يوناتان عرفي أنه «ما من شيء كبير يحصل»، لكنه رأى أن التحرّك «ينجح، ويأخذ الحرم الجامعي بأكمله رهينة، ويمنع الحرية الأكاديمية، ويتسبب بمناخ من الترهيب الفكري لدى جزء من الطلاب اليهود».


لندن تستدعي سفير روسيا للاحتجاج على «نشاط خبيث على الأراضي البريطانية»

الشرطة البريطانية خارج مقر السفارة الروسية في لندن (رويترز)
الشرطة البريطانية خارج مقر السفارة الروسية في لندن (رويترز)
TT

لندن تستدعي سفير روسيا للاحتجاج على «نشاط خبيث على الأراضي البريطانية»

الشرطة البريطانية خارج مقر السفارة الروسية في لندن (رويترز)
الشرطة البريطانية خارج مقر السفارة الروسية في لندن (رويترز)

استدعت وزارة الخارجية البريطانية، الجمعة، السفير الروسي في لندن؛ على خلفية اتهامات لموسكو «بتدبير نشاط خبيث»، وذلك بعد ساعات من توجيه الاتهام إلى بريطاني بالعمل «لحساب الدولة الروسية»، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال متحدث باسم الوزارة في بيان: «لا تزال المملكة المتحدة تشعر بقلق عميق إزاء الاتهامات بتدبير روسيا نشاطاً خبيثاً على الأراضي البريطانية، فضلاً عن نمط السلوك الأوسع الذي نشهده من جانب روسيا الاتحادية لرعاية مثل هذا النشاط على أراضي دول أخرى ذات سيادة».

ودعت الوزارة إلى «الوقف الفوري لهذا النشاط»، مضيفة أنها ستواصل العمل مع الحلفاء للردع والدفاع «ضد مجموعة كاملة من التهديدات الصادرة عن روسيا».

وقبيل ذلك، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون: «رغم أننا يجب أن نترك المسار القضائي يأخذ مجراه، فإنني أشعر بقلق عميق إزاء مزاعم قيام مواطنين بريطانيين بنشاط إجرامي على أراضي المملكة المتحدة لحساب الدولة الروسية».

وأضاف في منشور على منصة «إكس»: «سنستخدم كامل ثقل نظام العدالة الجنائية لمحاسبة أي شخص تثبت إدانته بارتكاب جرائم مرتبطة بالتدخل الأجنبي».

وأعلنت النيابة العامة اليوم أن رجلاً بريطانياً يبلغ 20 عاماً اتُهم بتدبير مؤامرة لإشعال حريق متعمد في هدف مرتبط بأوكرانيا في لندن لحساب الدولة الروسية.

وقالت هيئة الادعاء الملكية في بيان: «شمل النشاط المفترض المشاركة في التخطيط لهجوم حرق متعمد على عقار تجاري مرتبط بأوكرانيا في مارس (آذار) 2024».

تحقيق بالغ الأهمية

ذكرت وكالة أنباء «برس أسوسييشن» أن وثائق المحكمة تورد أن ديلان إيرل من ليسترشر في وسط إنجلترا، كان على صلة بمجموعة «فاغنر».

وهو متهم بتدبير وتمويل هجوم حرق متعمد على وحدتين بمنطقة صناعية في ليتون شرق لندن في 20 مارس، وهو حريق تطلب تدخل 60 عنصر إطفاء للسيطرة عليه.

وقالت هيئة الادعاء الملكية التي ترفع الدعاوى القضائية في إنجلترا وويلز، إن رجلين آخرين هما بول إنغليش (60 عاماً) وني مينساه (21 عاماً) اتُهما أيضاً بإشعال حريق متعمد في القضية نفسها.

واتُهم جيك ريفز (22 عاماً) بالموافقة على قبول منفعة مادية من جهاز استخبارات أجنبي فضلاً عن الحرق المتعمد.

وأضافت أن رجلاً خامساً هو دميتريوس باولاوسكا (22 عاماً) اتُهم بحيازة معلومات حول «أعمال إرهابية».

من جهته، قال رئيس وحدة مكافحة الإرهاب في شرطة لندن دومينيك ميرفي: «هذه لحظة وتحقيق بالِغَا الأهمية بالنسبة لنا».

ومن المقرر أن يمثل المشتبه بهم الخمسة أمام المحكمة الجنائية المركزية في أولد بيلي بلندن في 10 مايو (أيار).


أوستن: سقوط أوكرانيا تحت حذاء بوتين سيضع أوروبا تحت ظله

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أ.ب)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أ.ب)
TT

أوستن: سقوط أوكرانيا تحت حذاء بوتين سيضع أوروبا تحت ظله

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أ.ب)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أ.ب)

قال وزير الدفاع الأميركي، في كلمته الافتتاحية أمام اجتماع مجموعة الاتصال الأوكرانية، الذي عُقد افتراضياً في الذكرى الثانية لتأسيسها، إن الولايات المتحدة لن تتراجع عن دعم أوكرانيا في وجه «عدوان» (الرئيس) بوتين الصارخ وازدرائه لحقوق الإنسان والكرامة الإنسانية.

وحذّر أوستن من أنه مع «سقوط أوكرانيا تحت حذاء بوتين، فإن أوروبا سوف تقع تحت ظل بوتين». وأضاف: «لذلك، فإننا لا نزال مصممين على ردع روسيا عن أي عدوان آخر، بما في ذلك ضد حلفائنا في الناتو». وقال: «إذا نجح بوتين في تحقيق مراده في أوكرانيا، فإن زملاءه المستبدين سيتعلمون درساً خطيراً، وسيصبح العالم كله أكثر فوضوية مع انعدام الأمن».

منظومة «باتريوت» المضادة للطيران التي زوِّدت بها أوكرانيا لتعطيل فاعلية الطيران الروسي (د.ب.أ)

بدوره، حذّر وزير الدفاع البريطاني السابق بن والاس من اقتراح تجميد الصراع في أوكرانيا، وذلك خلال حوار تناول رؤيته بشأن الحرب مع روسيا. وفكرة «تجميد» الحرب في أوكرانيا طرحها مؤخراً عضو بارز في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني الحاكم. وقال والاس، في حوار مع وكالة الأنباء الألمانية، الخميس: «في عام 2014 جمدوا الصراع، وقتل لأوكرانيا 18 ألف جندي على الجبهة الأمامية خلال الفترة ما بين عام 2014 إلى بداية الغزو». وتابع أن «روسيا سوف تعيد التسلح، تعيد التجهيز، وتقوم بما قامت بعد 2014، وسوف تعود في وقت لاحق». وأضاف أن «المشكلة في التجميد هي أنه لا يمكن ضمانه». لكنه أشار إلى أن أوكرانيا لن تقتنع أيضاً، في الوقت الذي حاولت فيه بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا جميعاً تقديم ضمانات من أجل الإبقاء على مساعدة كييف في الماضي.

وأقرّ الكونغرس الأميركي قانون المساعدة الطارئة، ووقّع الرئيس جو بايدن عليه، وهو عبارة عن حزمة تتضمن تمويلاً إضافياً بقيمة 60.8 مليار دولار لأوكرانيا.

وأعلن الرئيس الأميركي، يوم الأربعاء، عن حزمة مساعدات عسكرية فورية بقيمة إجمالية تبلغ مليار دولار. وتتضمن تلك الدفعة الأولية معدات للدفاع الجوي وقذائف مدفعية ومنظومات صواريخ ومركبات مدرعة من مخزونات الجيش الأميركي.

وحسب تقرير منصة «بوليتيكو» الإخبارية الأميركية، تعتزم حكومة الولايات المتحدة إعداد حزمة مساعدات عسكرية جديدة بمليارات الدولارات لمساعدة أوكرانيا. ووفقاً للتقرير، فإنه يمكن أن يعلن عن الخطة، الجمعة، خلال اجتماع افتراضي لمجموعة الاتصال لدعم أوكرانيا بقيادة الولايات المتحدة. ووفقاً لـ«بوليتيكو» فإنه، مع ذلك، ليس من المزمع أن تقدم المساعدات بشكل فوري.

وأفادت «بوليتيكو»، نقلاً عن اثنين من ممثلي الحكومة الأميركية، بأن دفعة المليارات الستة تتضمن عقوداً سوف تقدم لشركات دفاعية أميركية من أجل إنتاج معدات جديدة لصالح أوكرانيا كجزء من برنامج تمويل أميركي. وهذا سوف يعني أن المعدات التي تم التكليف بها من المحتمل ألا تسلم إلى أوكرانيا قبل عدة سنوات. ولم يؤكد البنتاغون التقرير بناء على طلب من «بوليتيكو» للتعليق على هذا الأمر.

واشنطن زوّدت كييف بصواريخ «أتاكمس» طويلة المدى (رويترز)

وقال أوستن إن عدوان بوتين على أوكرانيا «يعد مشكلة أمنية بالنسبة لنا جميعاً. ويجب علينا أن نواصل التصدي لهذه المشكلة معاً». وأضاف: «بعد عامين، اعتقد بوتين أنه سوف يقلب أوكرانيا بكل بساطة. كان يعتقد أن أوكرانيا ليست دولة حقيقية، وأن الأوكرانيين لن يقاتلوا من أجل ديمقراطيتهم. وكان يعتقد أن العالم كان في وضع الاستعداد فقط، لكنه كان مخطئاً في كل نقطة»، بحسب قوله.

وعدّد أوستن ما قدّمته دول المجموعة من مساعدات لأوكرانيا حتى الآن، من بينها أكثر من 70 نظام دفاع جوي متوسطاً ​​إلى بعيد المدى، بالإضافة إلى آلاف الصواريخ. كما قدّمت ​​أكثر من 3000 مركبة مدرعة، بما في ذلك أكثر من 800 دبابة قتال رئيسية، وعشرات آلاف الصواريخ المضادة للدبابات.

US President Joe Biden speaks after signing the foreign aid bill at the White House in Washington, DC, on April 24, 2024. (AFP)

وأكد أوستن أنه في هذا العام، سيبدأ أكثر من سرب من طائرات «إف 16» المتبرع بها في الوصول إلى أوكرانيا، إلى جانب الطيارين والمشرفين الذين تم تدريبهم على يد أعضاء مجموعة الاتصال هذه. وقال إن فريق الاتصال يواصل تكثيف جهوده لتلبية احتياجات أوكرانيا الأكثر إلحاحاً. وأشاد بما عدّها «المبادرة الاستثنائية» التي اتخذتها جمهورية التشيك لشراء آلاف القذائف المدفعية من دول ثالثة، وكذلك بإعلان المملكة المتحدة عن أكبر حزمة منفردة من المعدات على الإطلاق، بقيمة نحو 620 مليون دولار، وبإعلان ألمانيا «الجريء» عن اعتزامها التبرع بنظام «باتريوت» آخر لأوكرانيا.

وأبلغ أوستن المجموعة أن الولايات المتحدة ستقدم اليوم من خلال سلطة السحب الرئاسية مساعدة أخرى بقيمة مليار دولار، بما في ذلك مزيد من صواريخ «هيمارس» وقذائف عيار 155 مليمتراً، وصواريخ اعتراضية للدفاع الجوي في المركبات المدرعة. وقال أوستن: «هذه كلها شهادات على التزامنا المشترك بنجاح أوكرانيا في ساحة المعركة، ومن خلال تحالف قدرات مجموعات الاتصال».

صواريخ باتريوت منصوبة داخل الأراضي البولندية (أ.ب)

من ناحيته، حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في كلمته أمام الاجتماع، من أنه في حال عدم حصول بلاده على المساعدات العسكرية، وإذا أظهرت البلدان الصديقة عدم مبالاة بمصير شعبه، فإن العالم سيكون مختلفاً بالتأكيد. وأضاف أن ما وصفه بـ«الأنظمة المفترسة» مثل النظام الروسي، تزيد بسرعة شهيتها للعدوان، وعندما ينجحون في جزء واحد من العالم، ويخلقون مشكلات في كثير من الأماكن الأخرى، ينتشر عدوانهم ولا يتوقف.

وأشاد بتضامن بلدان المجموعة مع أوكرانيا، الذي لم يقتصر على الكلمات، الأمر الذي جنّب العالم التعامل مع روسيا أقوى بكثير. وقال: «لا يزال كثير من الناس في مختلف أنحاء العالم يعتقدون أن الصواريخ الروسية لا يمكن إيقافها، وسيظل كثير من الناس مقتنعين بأن الجيش الروسي قادر على سحق استقلال أي دولة، لكن ما قمنا به أثبت فشل ذلك».

دمار أحدثته ضربة روسية طالت الجزء الأوسط من بلدة ديرهاتشي في خاركيف (أ.ف.ب)

تجدر الإشارة إلى أن إسبانيا وافقت على إمداد أوكرانيا بصواريخ «باتريوت» المضادة للطائرات، أميركية الصنع، فيما حثّ الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) الدول الأعضاء على تكثيف الدعم وإرسال الصواريخ ذات التكلفة المرتفعة لكييف. وذكرت صحيفة «إل بايس» الإسبانية، الجمعة، نقلاً عن مصادر في الحكومة، أن قرار تقديم كمية منخفضة من الذخيرة يأتي بعدما رفضت إسبانيا إرسال نظام كامل، بما في ذلك القاذفة، التي تم نشرها منذ 2013 في مدينة أضنة التركية القريبة من الحدود السورية.

وطلبت أوكرانيا من حلفائها 7 أنظمة «باتريوت» أخرى، على الأقل، أوائل الشهر الحالي. ولم تتعهد سوى الحكومة الألمانية حتى الآن بإرسال المزيد. وبهذا يرتفع عدد الأنظمة التي أرسلتها برلين لكييف إلى 3 أنظمة، بحسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء. وتمتلك إسبانيا 3 أنظمة «باتريوت»، ويشتمل النظام على قاذفة صواريخ ورادار ومحطة تحكم، اشترتها مستعملة من ألمانيا بين عامي 2004 و2014.

وأشار زيلينسكي إلى أنه على الرغم من اضطرار بلاده إلى انتظار قرار بشأن الدعم الأميركي لمدة نصف عام، ما مكّن الجيش الروسي من الاستيلاء على زمام المبادرة في ساحة المعركة، فإن بلاده لا تزال قادرة الآن، ليس على تثبيت الجبهة فقط، ولكن أيضاً المضي قدماً لتحقيق أهدافنا الأوكرانية في الحرب. وطلب زيلينسكي الحصول على مزيد من الأسلحة بعيدة المدى بسبب تأثيرها، مشدداً على استعادة كل جزء من الأراضي المحتلة.

وطالب بتوفير درع جوية كافية من الأنظمة الصاروخية وتسريع تسليم طائرات «إف 16» للتصدي للهجمات الروسية وإيقافها. كما طالب بمزيد من المدفعية عيار 155 مليمتراً لوقف الهجمات الأرضية الروسية والقيام بعملياتنا النشطة. وشدد على أن تعاون دول المجموعة يجب أن يكون أكثر فاعلية من تعاون روسيا مع إيران وكوريا الشمالية. كما طالب بإيلاء «أقصى قدر من الاهتمام لإنتاج الأسلحة في بلدانكم وفي مشاريعنا المشتركة معكم وفي أوكرانيا». وقال إن بلاده لديها الآن القدرة على إنتاج الطائرات من دون طيار على وجه الخصوص، «وهو ما يتجاوز قدراتنا المالية بشكل كبير». وينطبق هذا الأمر أيضاً على أنظمة الحرب الإلكترونية. وقال إنه «يعمل حالياً على تشكيل ألوية جديدة لتعزيز مواقعنا».


حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» تنضم لتدريبات «الناتو» للمرة الأولى

حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» (أ.ف.ب)
حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» (أ.ف.ب)
TT

حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» تنضم لتدريبات «الناتو» للمرة الأولى

حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» (أ.ف.ب)
حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» (أ.ف.ب)

دشن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، اليوم (الجمعة)، واحدة من كبرى عملياته للانتشار البحري منذ غزو روسيا لأوكرانيا، بمشاركة حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» تحت قيادة الحلف للمرة الأولى.

وتشكل الحاملة والسفن المصاحبة لها الأساس لتدريبات «نبتون سترايك»، وهي سلسلة من التدريبات العسكرية التي يقول الحلف إنها ستساعد أعضاءه على العمل المشترك بسلاسة أكبر وردع أعدائهم.

وبدأت حاملة الطائرات الفرنسية التي تعمل بالطاقة النووية مهمتها في البحر المتوسط بالقرب من ميناء تولون الفرنسي، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وينطوي وضع حاملة الطائرات تحت تصرف حلف شمال الأطلسي في العمليات لأول مرة على رمزية عالية، لا سيما أن السفينة الحربية مسماة على اسم الرئيس السابق شارل ديغول الذي أخرج فرنسا في 1966 من هيكل قيادة الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة.

وأثار قرار وضع حاملة الطائرات تحت قيادة الحلف انتقادات من تياري أقصى اليسار وأقصى اليمين في فرنسا، إذ عدّ ذلك تضييعاً للسيادة.

ويقول مسؤولون فرنسيون إن التحرك أمر طبيعي في إطار كون البلاد عضواً في حلف عسكري متعدد الأطراف.


فرنسا تأمل في تأسيس «قوة رد سريع» أوروبية العام المقبل

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي خطاباً بشأن مستقبل أوروبا في 25 أبريل (رويترز)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي خطاباً بشأن مستقبل أوروبا في 25 أبريل (رويترز)
TT

فرنسا تأمل في تأسيس «قوة رد سريع» أوروبية العام المقبل

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي خطاباً بشأن مستقبل أوروبا في 25 أبريل (رويترز)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي خطاباً بشأن مستقبل أوروبا في 25 أبريل (رويترز)

أعلن وزير الجيوش الفرنسي، الجمعة، أن «قوة الرد السريع» الأوروبية التي اقترح الرئيس إيمانويل ماكرون إنشاءها، في خطاب الخميس، والمخصصة لعمليات مثل إجلاء المواطنين من البلدان التي تشهد أزمات، يمكن أن تبصر النور العام المقبل.

عمليات خاصة

وقال سيباستيان لوكورنو، خلال مقابلة مع قناة «فرانس 2» التلفزيونية: «إنها قضية أساسية، وآمل أن نتمكّن من تحقيقها في العام المقبل، من خلال استجابة فعالة وسريعة للغاية». وعزا هذا المشروع إلى وجود «العديد من الأزمات التي ليست من اختصاص (الناتو) والتي غالباً ما تنفذ فيها فرنسا عمليات بمفردها»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأشار، على سبيل المثال، إلى إجلاء المواطنين من السودان العام الماضي. وأوضح: «لقد أطلقنا عملية في الخرطوم، أخرجنا فيها 1080 شخصاً من جنسيات مختلفة، أو ألف شخص، و200 فرنسي أو (...) 250 على ما أذكر، وأنشأنا جسراً جوياً مهماً بطائرات من طراز A400M، مع قوارب. وتبين أن فرنسا كانت بمفردها عملياً». وأوضح أنه من الطبيعي تقاسم هذا العبء الذي «له ثمن وشأن».

وأضاف: «هناك مهمات تمت عسكرتها، ولكن لا يتعين على (الناتو) أن يعرف عنها لأسباب عديدة، والتي نقول عنها الآن: دعونا نقوم بها أوروبياً، ويشكل ذلك بالنسبة لنا براغماتية». وأكد أن «قوة الرد السريع» ستكون مخصصة «لتوفير أمن الرعايا الأوروبيين والمواطنين البرتغاليين والإيطاليين والألمان والفرنسيين، يجب أن نكون قادرين على تشكيلها بسرعة كبيرة».

«موت أوروبا»

قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، بتفصيل رؤيته لأوروبا، مشيراً بشكل خاص إلى مجالات الدفاع والسياسات الاقتصادية والتجارية، بعد أن قيّم سجل الاتحاد الأوروبي منذ عام 2017. وقال ماكرون في خطاب بشأن مستقبل أوروبا: «يجب أن نكون واضحين اليوم بشأن حقيقة أن أوروبا مهددة بالموت، ويمكن أن تموت».

وأضاف أمام 500 ضيف، من بينهم سفراء الدول الـ26 الأخرى الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وطلاب وباحثون وأعضاء حكومته، أن «الأمر يعتمد فقط على خياراتنا، لكن هذه الاختيارات يجب أن نتخذها الآن»؛ لأنه «في أفق العقد المقبل (...) هناك خطر كبير يتمثل في إمكان أن نضعف أو حتى نتراجع».

وتحدث الرئيس الفرنسي عن أوروبا «المطوّقة» في مواجهة قوى إقليمية كبرى، ورأى أن قيم «الديمقراطية الليبرالية» الأوروبية «تتعرض لانتقادات وتحديات متزايدة». وحذّر من أن «الخطر هو أن تشهد أوروبا تراجعاً، وقد بدأنا بالفعل في رؤية ذلك على الرغم من كل جهودنا»، داعياً إلى «أوروبا قوية» قادرة على «فرض احترامها» و«ضمان أمنها»، واستعادة «استقلالها الاستراتيجي».

في سياق جيوسياسي تطغى عليه الحرب في أوكرانيا، دعا إيمانويل ماكرون الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز دفاعاته داخل حلف شمال الأطلسي «ناتو»، مشيراً بشكل عابر إلى إمكانية تجهيز التكتل بدرع مضادة للصواريخ. ووصف سلوك روسيا بعد غزوها لأوكرانيا بأنه «جامح»، وقال إنه لم يعد من الواضح أين تكمن «حدود» موسكو. وأضاف أن «الشرط الذي لا غنى عنه» للأمن الأوروبي هو «ألا تنتصر روسيا في الحرب العدوانية في أوكرانيا».


الجيش الروسي يستهدف قطاراً يحمل أسلحة غربية وكييف تؤكد الضربة

دمار أحدثته ضربة روسية طالت الجزء الأوسط من بلدة ديرهاتشي في خاركيف (أ.ف.ب)
دمار أحدثته ضربة روسية طالت الجزء الأوسط من بلدة ديرهاتشي في خاركيف (أ.ف.ب)
TT

الجيش الروسي يستهدف قطاراً يحمل أسلحة غربية وكييف تؤكد الضربة

دمار أحدثته ضربة روسية طالت الجزء الأوسط من بلدة ديرهاتشي في خاركيف (أ.ف.ب)
دمار أحدثته ضربة روسية طالت الجزء الأوسط من بلدة ديرهاتشي في خاركيف (أ.ف.ب)

اتهمت كييف القوات الروسية باستهداف مرافق جديدة من بنيتها التحتية بهدف «شلّها»، وذلك بعد سلسلة ضربات استهدفت السكك الحديدية في أوكرانيا، استمراراً للقصف المتبادل بين الطرفين خلال الأسابيع الماضية، والذي طال العديد من محطات الطاقة والوقود ومصافي البترول في البلدين.

وأفاد مسؤول أوكراني أمني كبير، الجمعة، بأن روسيا قصفت شبكة السكك الحديدية الأوكرانية بهدف تعطيل الإمدادات العسكرية، وبينها المساعدة الغربية، التي وعدت بها الدول الغربية الحليفة لكييف، خصوصاً الولايات المتحدة خلال الأيام الماضية. وقال المسؤول الذي لم يشأ كشف اسمه، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، «إنها إجراءات تقليدية قبل شن هجوم (...) والهدف شل الإمدادات ونقل الشحنات العسكرية».

صواريخ باتريوت منصوبة داخل الأراضي البولندية (أ.ب)

وبدوره، أكد الجيش الروسي، الجمعة، أنه قصف قطاراً في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا كان يحمل أسلحة غربية إلى كييف. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن «قطاراً يحمل أسلحة غربية ومعدات عسكرية تم استهدافه قرب بلدة أوداتشنيه»، من دون توضيحات إضافية عما أسفرت عنه هذه الضربة.

كما استهدفت القوات الروسية أيضاً بقصفها، الجمعة، منشأة صناعية ومبنى سكنياً في شمال شرقي أوكرانيا. وذكر مسؤولون محليون أن أربعة أشخاص على الأقل أصيبوا جراء الضربة في منطقة خاركيف.

وقال أوليه سينيهوبوف، حاكم المنطقة، على تطبيق «تلغرام» للتراسل، كما نقلت عنه وكالة «رويترز»، إن الضربة طالت الجزء الأوسط من بلدة ديرهاتشي بالمنطقة. وأفادت السلطات الإقليمية بانفجار قنبلتين في منشأة صناعية في منطقة سومي دون الخوض في مزيد من التفاصيل. وتقع المنطقتان المتجاورتان على الحدود مع روسيا، وتعرضتا لهجمات جوية متكررة منذ أن شنت موسكو غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022، وتصاعدت حدة الهجمات في الأسابيع القليلة الماضية مع استهداف البنية التحتية المدنية والطاقة.

وتزامنت هذه الضربات مع تصريحات لوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، يتهم فيها دول «الناتو» باستفزاز موسكو.

دمار أحدثته ضربة أوكرانية على منطقة دونيتسك التي تسيطر عليها روسيا (أ.ف.ب)

ونقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن شويغو قوله إن القوات التابعة للناتو تشكل تهديدات إضافية لروسيا باقترابها من حدود البلاد، لكن موسكو ليست لها أي مصلحة عسكرية أو جيوسياسية في مهاجمة الدول الأعضاء بالحلف. ونقلت عنه أيضاً القول، الجمعة، إن واشنطن تتعمد إطالة أمد الصراع في أوكرانيا من خلال ممارسة ضغوط غير مسبوقة، منها ضغوط تمارسها على شركائها.

وقال شويغو في اجتماع لوزراء دفاع الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون في أستانا: «اقتربت قوات الحلف كثيراً من الحدود الروسية، وخلقت تهديدات إضافية للأمن العسكري. أريد أن أؤكد أننا لسنا نحن، بل هم الذين جاؤوا إلينا. وهذا يظهر مرة أخرى أننا لا نستطيع أن نثق بالغربيين، الذين شرعوا في التخويف من روسيا، ويزعمون أنه إن لم يتم وقفها في أوكرانيا، ستهاجم دول الحلف»، وفقا لوكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية.

وأشار إلى أن «روسيا الاتحادية تلتزم بسياسة عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وفي الوقت ذاته، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، يستمر توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى الشرق، على الرغم من أننا وُعدنا في التسعينات بأن هذا لن يحدث، وقد حدثت ست موجات من توسع الناتو».

وأكد شويغو أن روسيا ليس لديها، ولم تكن لديها، خطط لمهاجمة دول الحلف، واليوم، خلال العملية العسكرية الخاصة، إنها ببساطة تحمي مصالح الناس في أراضيها التاريخية، مشدداً على أن روسيا الاتحادية تبذل دائماً «أقصى الجهود للحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي وتوازن القوى في العالم».

يذكر أن روسيا تطلق على غزوها لأوكرانيا في فبراير عام 2022 «عملية عسكرية خاصة».

وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو يتهم دول «الناتو» باستفزاز موسكو (إ.ب.أ)

ومن جانب آخر، قالت وزارة الدفاع البريطانية، الجمعة، في تحديثها الاستخباراتي اليومي بشأن حرب أوكرانيا، إن القوات الروسية تتقدم بوتيرة أسرع في المنطقة عقب الاستيلاء على مدينة أفدييفكا بشرق البلاد.

وكتبت وزارة الدفاع عبر منصة «إكس» (تويتر سابقاً): «شكلت القوات البرية الروسية... موقعاً عسكرياً ضيقاً في موقع متقدم بالأراضي الأوكرانية لدخول مدينة أوتشاريتيني (15 كيلومتراً شمال وسط أفدييفكا). وكان تعداد أوتشاريتيني، الواقعة في منطقة دونيتسك، نحو 3500 نسمة قبل نشوب الحرب في فبراير 2022.

وأضافت وزارة الدفاع البريطانية أنه حتى بعد الاستيلاء على أفدييفكا منتصف فبراير، لا تزال المنطقة إحدى أهم المناطق للعمليات الروسية. وذكرت وزارة الدفاع أنه «رغم تعرض (القوات البرية الروسية) لخسائر كبيرة، متواصلة، فقد تتمكن من مواصلة استهداف المواقع الأوكرانية في المنطقة، وسيطرت على عدة مستوطنات صغيرة».

ويقرّ مسؤولون في الولايات المتحدة بأن المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا ليست «عصا سحرية» تحلّ كلّ المشاكل على الجبهة، وبأن تحقيق تقدم ليس سهلاً، خصوصاً بسبب النقص في عديد الجيش الأوكراني. وأقر مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك سوليفان بواقع الحال.

وقال في مؤتمر صحافي، الخميس: «سيستغرق الأمر وقتاً قبل الخروج من الهوّة التي أحدثتها ستة أشهر من الانتظار». وحذّر من «احتمال أن تحرز روسيا تقدّماً تكتيكياً إضافياً في الأسابيع المقبلة»، في حين تتوقّع كييف هجوماً روسياً جديداً مقبلاً. وقال: «الطريق أمامنا ليس سهلاً»، لكن «نعتقد أن أوكرانيا يمكنها أن تنتصر وستنتصر»، من دون أن يوضّح ملامح «النصر» الأوكراني.


روسيا: ليست لدينا مصلحة عسكرية أو جيوسياسية في مهاجمة دول «الأطلسي»

وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو (أ.ب)
وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو (أ.ب)
TT

روسيا: ليست لدينا مصلحة عسكرية أو جيوسياسية في مهاجمة دول «الأطلسي»

وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو (أ.ب)
وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو (أ.ب)

نقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن وزير الدفاع سيرغي شويغو قوله إن القوات التابعة لحلف شمال الأطلسي تشكل تهديدات إضافية لروسيا باقترابها من حدود البلاد، لكن موسكو ليست لها أي مصلحة عسكرية أو جيوسياسية في مهاجمة الدول الأعضاء بالحلف.

ونقلت عنه أيضا القول اليوم الجمعة إن واشنطن تتعمد إطالة أمد الصراع في أوكرانيا من خلال ممارسة ضغوط غير مسبوقة، منها ضغوط تمارسها على شركائها.


موسكو وطهران تعززان تحالفهما بتفاهم أمني


باتروشيف وأحمديان يوقّعان مذكرة تفاهم للتعاون الأمني (نورنيوز)
باتروشيف وأحمديان يوقّعان مذكرة تفاهم للتعاون الأمني (نورنيوز)
TT

موسكو وطهران تعززان تحالفهما بتفاهم أمني


باتروشيف وأحمديان يوقّعان مذكرة تفاهم للتعاون الأمني (نورنيوز)
باتروشيف وأحمديان يوقّعان مذكرة تفاهم للتعاون الأمني (نورنيوز)

عززت موسكو وطهران تحالفهما بتوقيع تفاهم أمني، في ختام مباحثات أجراها أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي أكبر أحمديان، ونظيره الروسي نيكولاي باتروشيف على هامش مؤتمر أمني في سان بطرسبرغ.

وزادت روسيا تحركاتها في المنطقة على خلفية تصاعد التوترات الأخيرة، وضمنها المواجهة الإيرانية - الغربية على خلفية الضربات المتبادلة بين طهران وتل أبيب.

وقال بيان مجلس الأمن الروسي إن باتروشيف ونظيره الإيراني «تبادلا وجهات النظر حول الوضع في الشرق الأوسط، مؤكدَين اهتمامهما بمنع مزيد من تصعيد التوتر».

ويضيف التفاهم الأمني بعداً جديداً لحلقات تعزيز التحالف الروسي الإيراني في المجالات المختلفة، فضلاً عن تركيز الطرفين على أنه تم خلال الاجتماع إيلاء الاهتمام الأكبر لـ«القضايا المتعلقة بتطوير التعاون العملي الروسي الإيراني في مجال الأمن».

في غضون ذلك، أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا، أمس (الخميس)، فرض حزمة جديدة من العقوبات على أفراد وشركات إيرانية، مستهدفة صناعة الطائرات المسيرة وصادراتها إلى وكلاء طهران وموسكو.