عاد الوضع إلى التوتر صباح أمس في فيرغسون (ولاية ميسوري)، من خلال تنظيم مظاهرات بمناسبة ذكرى مرور أسبوعين على قتل الشاب الأسود مايكل مارتن، وفي يوم تشييع جثمانه قال بنجامين كرامب، محامي العائلة: لـ«الشرق الأوسط»: «في هذا اليوم الحزين ونحن نودع مايكل، وفيرغسون تودع مايكل، نريد أن تثبت فيرغسون والعالم كله ينظر إليها بأنها مدينة سلمية». وأضاف: «نريد إغلاق كل الأبواب والنوافذ أمام أي شخص يريد أن يشوه سمعة هذه المدينة، وسمعة هذا اليوم الخاص».
في نفس الوقت، تجمع في فيرغسون لحضور مراسم تشييع الجثمان قادة سود من مختلف أنحاء الولايات المتحدة، من بينهم القس جيسي جاكسون، مؤسس ورئيس حركة «رينبو» (قوس قزح)، والقس آل شاربتون، صاحب برنامج مقابلات تلفزيوني، والذي سبق له أن انتقد الرئيس باراك أوباما، وقال: إنه كان يتوجب عليه زيارة فيرغسون، بدلا من قضاء إجازة لعب فيها الغولف في مصيف «مارثا فاينيارد» بولاية ماساتشوستس.
وقال محامي براون إنه يتوقع مع سكان فيرغسون حضور أكثر من خمسة آلاف شخص إلى المكان الذي جهز للصلاة على الجثمان، وأضاف أن الكنيسة والمنطقة المحيطة بها يمكن أن تكون مكان تجمع لم تشهده فيرغسون من قبل، حيث وقف أمامها حشد كبير من المواطنين في شكل طابور طويل. ومن بين الشخصيات المرتقب حاكم ميسوري جاي نيكسون، والمخرج السينمائي سبايك لي ووالد الشاب الأسود الذي دعا إلى الهدوء.
وقالت جان براندون براون، سفيرة «كينغدوم أوف غود إنترناشيونال منيستريز» (وزراء مملكة الرب العالمية)، وهي شبكة للقساوسة: «يجب أن نجري نقاشا.. وعلينا أن نتحدث في القضايا العرقية وفي التوتر العرقي، ثم نتحدث في طريقة استئصالها». وأضافت: «أظن أن مقتل مايكل لن يكون عبثا، إنه لن يستخدم كدعاية، ولكن كأداة لإعادة الوحدة لمنطقة شديدة الانقسام».
على صعيد متصل، أعلن البيت الأبيض، أول من أمس، أن الرئيس أوباما سيرسل وفدا من مساعديه لحضور تشييع الجثمان، يترأسه فردريك جونسون، رئيس فرقة «بروثارز كيبار» الخيرية التي يرعاها البيت الأبيض. ويضم الوفد مارتن مارشال، مساعد قسم العلاقات المجتمعية، وهو ينتمي إلى منطقة فيرغسون، وكان زميل والدة براون في المدرسة الثانوية.
وقال مسؤول في البيت الأبيض إن الرئيس أوباما أمر بإعادة النظر في توزيع الأسلحة العسكرية على الشرطة، بسبب طريقة استخدامها في فيرغسون.
وكانت الشرطة، خلال الأسبوع الأول من الاشتباكات، وقبل استبدالها بفرق شرطة تابعة للولاية، استعملت دبابات ومصفحات، وأسلحة ميدانية ضد المتظاهرين.
وقال المسؤول ذاته إن أوباما يريد معرفة إذا كانت المساعدات العسكرية من البنتاغون لقوات الشرطة في مختلف الولايات المتحدة لمحاربة الإرهاب، والتي بدأت في أعقاب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001. يجب أن تستمر. وحسب تصريحات المسؤول، سيشرف على المراجعة فريق من البيت الأبيض، يضم ممثلين من إدارة السياسة الداخلية، ومجلس الأمن الوطني، ومكتب الإدارة والميزانية. بالإضافة إلى وكالات وجهات أخرى، منها وزارات: الدفاع، الأمن الداخلي، العدل، الخزانة.
وكان أوباما قد صرح في مؤتمر صحافي، أنه يريد التأكد بأن الشرطة تشتري المعدات التي تحتاج إليها فعلا، وقال بهذا الخصوص «يوجد فرق كبير بين الجيش والقوات المسؤولة عن تنفيذ القانون عندنا. ولا نريد لتلك الخطوط أن تزول». وأول من أمس، دعا والد براون سكان فيرغسون إلى الهدوء، وقال في تجمع حاشد بعد صلاة الأحد «كل ما أريده هو الهدوء، ونحن ندفن ابننا». وكان يقف إلى جواره والدا الشاب الأسود تريفون مارتن، الذي قتل من طرف متطوع كان يحرس حيا دخله الشاب ليلا في عام 2012.
ونقل تلفزيون «سي إن إن» أن الشرطة زادت تأهبها خوفا من اشتعال الموقف في مكان الجنازة، رغم تراجع الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين إلى حد كبير خلال الأيام الأربعة الماضية. وقبل ساعات قليلة من بداية الجنازة، قال القس جيسي جاكسون لوكالة «رويترز»: «أعتقد أنه سيكون في الإمكان السيطرة على الناس، وأعتقد أن الناس سيغادرون مكان الجنازة، بعد نهاية المراسم في هدوء». غير أن جاكسون عاد إلى الموضوع الرئيسي وهو سوء معاملة الشرطة للمتظاهرين، وخاصة مصير الشرطي الذي قتل براون. وقال: «السؤال الحقيقي هو مدى السرعة التي سيدفع فيها القاتل ثمن فعلته».
من جهتها، حافظت السلطات على تأهبها خوفا من اشتعال الموقف حول مكان الجنازة رغم تراجع الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين إلى حد كبير.
7:57 دقيقة
التوتر يعود إلى فيرغسون في مراسم تشييع مايكل براون
https://aawsat.com/home/article/168061
التوتر يعود إلى فيرغسون في مراسم تشييع مايكل براون
أوباما يأمر بإعادة النظر في توزيع الأسلحة بسبب طريقة استخدامها في المظاهرات
- واشنطن: محمد علي صالح
- واشنطن: محمد علي صالح
التوتر يعود إلى فيرغسون في مراسم تشييع مايكل براون
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة