قالت منظمة الصحة العالمية أمس الجمعة إنها وضعت مسودة استراتيجية لمكافحة مرض الإيبولا (الحمى النزفية) في غرب أفريقيا على مدى الشهور الستة أو التسعة المقبلة، في مؤشر على أنها لا تتوقع القضاء على الوباء هذا العام.
وقالت فضيلة شعيب المتحدثة باسم المنظمة في جنيف «تعمل منظمة الصحة العالمية على وثيقة خارطة طريق للإيبولا.. إنها وثيقة تشغيلية تتعلق بكيفية مكافحة الإيبولا. تحدد تفاصيل الاستراتيجية أمام منظمة الصحة العالمية وشركائها خلال الشهور الستة إلى التسعة المقبلة».
وردا على سؤال عما إذا كان الجدول الزمني يعني أن المنظمة التابعة للأمم المتحدة تتوقع استمرار الوباء المتفشي الآن في غينيا وليبيريا وسيراليون حتى 2015 قالت «بصراحة لا أحد يعلم متى سينتهي تفشي الإيبولا».
وقالت المنظمة وأطباء بلا حدود إنه من المبكر جدا تأكيد أن الحمى النزفية سبب وفاة 13 شخصا في شمال غربي جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وصرح مسؤول في المنظمة طالبا عدم كشف اسمه «الكثير توفوا جراء عوارض الحمى النزفية لكن هناك أيضا حالات خطيرة من الملاريا أو التيفويد التي قد تسبب العوارض نفسها».
وقال أمان الدين كولن المكلف شؤون الإعلام في كينشاسا لمنظمة أطباء بلا حدود التي تنشر فرقا لها في منطقة بوندي (شمال شرق) «لا نزال ننتظر تأكيدات التحاليل لتحديد نوع المرض».
وكان قد أعلن وزير الصحة الكونغولي فيليكس كبانغي نومبي يوم أول من أمس الخميس لوكالة الصحافة الفرنسية أن «13 شخصا توفوا منذ 11 أغسطس (آب) جراء حمى نزفية لم يعرف مصدرها»، مشيرا إلى أنه «قبل وفاتهم تقيأوا مادة سوداء».
وأخذت عينات على أن تحلل في المعهد الوطني للأبحاث البيولوجية والطبية وفي مختبر فرانسفيل في الغابون لتحديد مصدر المرض. وقال الوزير «نتوقع الحصول على النتائج خلال سبعة أيام».
وفي مونروفيا بليبيريا أعلن الأمين العام لنقابة العاملين في المؤسسات الصحية أمس الجمعة أن فيروس إيبولا بات منتشرا في كل المناطق في ليبيريا بعد اكتشاف حالات في جنوب شرقي البلاد قرب الحدود مع ساحل العاج. وصرح جورج وليامز لوكالة الصحافة الفرنسية «كانت المنطقة الأخيرة في منأى من فيروس إيبولا».
ويوجد في العاصمة الليبيرية مونروفيا لليوم الثاني على التوالي منسق الأمم المتحدة لفيروس إيبولا ديفيد نابارو في إطار زيارة إلى المنطقة تقوده إلى سيراليون وغينيا ونيجيريا. وقال خلال توقفه في مطار كوناكري وهو في طريقه إلى مونروفيا «إما نحن قريبون من آخر مراحل المرض وسيتراجع من بعدها أو أننا في مرحلة سينتشر فيها بشكل أوسع، لا أستطيع أن أتكهن على الإطلاق».
وعد أن ما يمكن القيام به الآن هو وضع سيناريوهات محددة جدا عما قد تؤول إليه الأمور. وشدد على عزمه التأكد من أن «كل ما في أجهزتنا هو في أفضل مستوى من أجل مواجهة انتشار واسع للمرض إذا تطلب الأمر ذلك».
وتعد ليبيريا الدولة الأكثر تأثرا بفيروس إيبولا في غرب أفريقيا. وقال وليامز «سجلت وفاتان في غبوكون - جيلي المعروفة بـ(غوفرمنت كامب) في ولاية سينوي. إنها مدينة منجمية حيث يستخرج الذهب بطريقة تقليدية بالتالي فإنه مكان مكتظ».
وهذه المدينة الواقعة عند تخوم ولايات سينوي وغران كرو وغران جيديه في جنوب شرقي البلاد تجذب الكثير من تجار الذهب من كل أنحاء البلاد وحتى من ساحل العاج.
وقال المسؤول الصحي في المنطقة جورج داودا إن إصابة مؤكدة بإيبولا سجلت فيها.
وصرح داودا لوكالة الصحافة الفرنسية في اتصال هاتفي «بدأنا حملة توعية هنا في غبوكون - جيلي لأننا نشتبه بتفشي الفيروس بسبب هذه الإصابة المؤكدة». وبحسب وليامز «أحضر أحد سكان المدينة من بومي (ولاية شمالية معزولة حاليا) تقنيا لإصلاح منشار. لكن عندما وصل أصابته وعكة وقرروا معالجته في المنزل لكنه توفي». وأضاف النقابي «بما أنه كان مسلما دفن على الفور. وبعد يومين أصيب أحد الشخصين اللذين كانا ينامان في المنزل بوعكة وتوفي بعد يومين ودفن». وتابع «عندما أصيب الشخص الثالث بوعكة قرروا التوجه إلى العاصمة الإقليمية غرينفيل لإبلاغ السلطات الصحية. وأخذت عينة من دمه وأظهرت النتيجة أنه يحمل فيروس إيبولا».
وأيدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن تتولى هيئة دولية تنسيق جهود «مكافحة الوباء المستشري على نطاق واسع» بدلا من السلطات التي فرضت حظر التجول منذ مساء الأربعاء وفرضت العزل الصحي على مشارف العاصمة مونروفيا.
وقال الأمين العام للصليب الأحمر الليبيري فايا تميا إن عدد الوفيات فاق قدرات المرمدة الوحيدة في البلاد العائدة للطائفة الهندية التي تتبع المراسم الهندوسية في حرق الموتى. ويأتي تصريح تميا غداة استخدام القوات الأمنية للغاز المسيل للدموع لتفرقة حشد يحتج على إعلان حظر التجول والعزل الصحي في حيي سلوم ودولو تاون.
وأشارت مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيريا إلى حاجة دول غرب أفريقيا إلى عاملين دوليين في المجال الصحي فضلا عن المعدات الأساسية ومن بينها الكلور والقفازات وأكياس الجثث. وقالت كارين لاندغرين إن «الأنظمة الصحية في الدول الأكثر تأثرا بالفيروس ضعيفة جدا حتى قبل انتشار الوباء».
وأدى إيبولا إلى وفاة 1350 شخصا على الأقل بينهم 576 في ليبيريا و396 في غينيا و374 في سيراليون وفقا لآخر حصيلة لمنظمة الصحة العالمية حتى 18 أغسطس (آب). وفي نيجيريا أكد وزير الصحة أونيبوتشي تشوكو حالتي إصابة جديدتين بالفيروس وهما لشخصين أصيبا بالمرض من أشخاص كانوا على اتصال بالرجل الليبيري الذي أدخل الفيروس إلى لاغوس. وقال الوزير خلال مؤتمر صحافي إن عدد الحالات المسجلة في البلاد بلغ الآن 14 حالة.
كما أغلقت السنغال حدودها مع غينيا بعد أكثر من ثلاثة أشهر على إعادة فتحها لتفادي انتشار الوباء. وقالت إن «هذا الإجراء يطال أيضا الحدود الجوية والبحرية للطائرات والسفن الآتية من غينيا وسيراليون وليبيريا».
وقد أودى الوباء بحياة الكثير من الأطباء والعاملين في المجال الصحي، إلا أنه وسط هذا المشهد القاتم، أعلن في الولايات المتحدة عن شفاء طبيب وممرضة في جمعية ساماريتانز بيرس الخيرية ومغادرتهما المستشفى في أتلانتا الخميس حيث كانا يعالجان منذ شهر بعد إصابتهما بالمرض في ليبيريا وهما يداويان المرضى.
وعولج الطبيب كنت برانتلي والممرضة نانسي رايتبول بمصل تجريبي لم يستخدم من قبل على البشر.
وتم تعليق الكثير من الرحلات الجوية إلى المنطقة غرب أفريقيا خوفا من أن ينقل الوباء إلى قارات أخرى، واتخذت دول في كافة أنحاء العالم إجراءات لمراقبة الركاب المقبلين من الدول التي تشهد انتشار الوباء. والخطوط الجوية الفرنسية من شركات الطيران القليلة التي ما زالت تقوم برحلات من وإلى سيراليون.
وفي إحدى الرحلات الأسبوع الحالي من فريتاون إلى باريس عبر العاصمة الغينية كانت الخشية من الفيروس واضحة.
وقال غيو غانغ (60 عاما) «لقد أغلقت محل القماش الذي أملكه لأعود إلى الصين»، مضيفا أن «الكثير من الصينيين يغادرون. إن بقاءهم هنا قد يودي بحياتهم». وأشار إلى أنه ينوي البقاء في الصين حتى نهاية أزمة انتشار الوباء.
منظمة الصحة العالمية تضع برنامجا زمنيا لمكافحة {الإيبولا}
https://aawsat.com/home/article/165636
منظمة الصحة العالمية تضع برنامجا زمنيا لمكافحة {الإيبولا}
لا تتوقع القضاء على الوباء العام الحالي.. وليبيريا الأكثر تأثرا بالفيروس في غرب أفريقيا
منظمة الصحة العالمية تضع برنامجا زمنيا لمكافحة {الإيبولا}
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة