عادل عصام الدين
صحافي سعودي
TT

لماذا يرفضون الحكم السعودي؟!

قدّم النصر عرضا مغريا غير مسبوق، وهو التكفل بنفقات طاقم التحكيم الأجنبي مع أي فريق يواجهه هذا الموسم، وجاء رد الفعل الهلالي سريعا بتأييد الاستعانة بالحكم الأجنبي.
في ظني أن كل الأندية تريد الحكم غير السعودي، إلا التي تستفيد منه، وتكذب، وتتظاهر طالبة الحكم غير السعودي.
إذا كانت الأندية كلها ترغب في الحكم الأجنبي؛ فهل يُعقل أن يكون الطلب جماعيا يضم حتى تلك التي استفادت وتستفيد من هدايا الحكم السعودي؟!
عادت مع بداية موسم كرة القدم السعودية، القضية التي لم تغب موسما واحدا منذ 30 عاما، قضية التحكيم، بل إن النصر عانى الأمرين واشتكى في مباراة السوبر، أي قبل بدء الدوري السعودي الساخن، وهناك من سخروا من شكوى وطلب النصر بدعوى أنه أكثر من استفاد من أخطاء التحكيم في الموسم الماضي، وهي التهمة نفسها التي طالت الهلال مثلا قبل ذلك.
المزعج أن صاحب الشأن الأول غير مكترث، أقصد لجنة الحكام التي تنضوي تحت لواء الاتحاد السعودي لكرة القدم.
لم تفكر يوما واحدا في الإنصات ودراسة المشكلة والبحث عن الحلول، والمضحك المبكي أنها سعت وتسعى للتطوير وتحسين أداء الحكام وتغمض العين بقصد أو دون قصد عن لب المشكلة.
نعم، مستوى الحكم السعودي ليس ممتازا مقارنة بغيره من حكام أوروبا، خاصة فيما يتعلق بالجاهزية البدنية، بيد أن القضية لا تكمن في المستوى تحديدا، إنما في «حسابات» الحكم السعودي. وهي حسابات قديمة، ربما يتجاوز عمرها العقود الثلاثة.
لا أظن أن رؤساء لجان التحكيم طيلة هذه السنوات قد غفلوا عن أهمية دورات التطوير بغية تحسين الأداء الشخصي، لكن هناك فرق بين الكفاءة والرضوخ أو الوقوع في شرك الحسابات.
إنها الضغوط التي يقف أمامها معظم الحكام السعوديين حائرين غير قادرين على مواجهتها، الأمر الذي يصنع الصافرة المرتعشة، والأداء المهزوز.
وأذكر مضطرا ما سبق أن قلته من قبل: إن الجزء الأكبر من مشاكل التحكيم في الملاعب السعودية يتمثل في عدم مراعاة لجنة التحكيم وتهاونها وعدم تقديرها أهمية «اختيار الحكم المناسب» في المباريات، وخاصة المهمة منها. يكثر اللغط، وتنتشر الشائعات والقيل والقال قبل المباراة المهمة، بسبب اسم الحكم، وعدم اختيار الحكم المناسب للمباراة المناسبة.
استغفلتنا لجان التحكيم لسنوات، وهي تحاول إيهامنا أن مستوى الحكم السعودي هو نقطة الخلاف الوحيدة، وكان منطقيا أن تدافع عن مستوياتهم، ورغم تحفظي على ذلك، فإنني أؤكد أنها لم تهتم كثيرا بمسألة الحيادية في اختيار الأسماء.
المشكلة الكبرى تتمثل في فشل الاختيار، وليس ضعف الكفاءة. الفشل في الاختيار يؤدي إلى الفشل في الأداء. هذا هو الخلل الكبير الذي لم تفطن له لجان التحكيم في الملاعب السعودية منذ عقود.
[email protected]