تصاعدت الأوضاع الأمنية في العاصمة اليمنية، بشكل مخيف، مع استمرار جماعة الحوثيين حفر الخنادق بمحيط صنعاء، وحشد مسلحيهم في مخيمات اعتصام مدججين بالأسلحة المختلفة، تحت لافتة إسقاط الحكومة وإلغاء قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية، فيما أعلن قائد قوات الاحتياط في الجيش اليمني جاهزية قواته لحماية السيادة والحفاظ على أمن البلاد.
ومنذ الأحد الماضي بدأ الحوثيون نصب مخيمات اعتصام بمداخل العاصمة صنعاء، من ثلاث جهات، بعضها على مقربة من معسكرات الجيش التي تضم وحدات النخبة العسكرية (قوات العمليات الخاصة)، وتضم 5 ألوية عسكرية متخصصة في العمليات الخاصة ومكافحة الإرهاب. وتمركز مسلحو الحوثي في منطقة المساجد والصباحة، غرب صنعاء، ومنطقة حزيز في الجنوب، ومنطقة الرحبة جوار مطار صنعاء، وفي بيت انعم في همدان، شمال غرب، ومن الشمال في منطقة الأزرقين.
وانتشر عشرات المسلحين على التباب والمناطق المطلة على الطرق التي تربط العاصمة صنعاء بمختلف المحافظات، وتقع هذه المناطق على بعد أقل من كيلومترين من العاصمة صنعاء، وهو ما يضعها تحت مرمى نيران أسلحة الحوثيين إذا ما اندلعت معارك مع الجيش. وفي منطقة الصباحة عند المدخل الغربي للعاصمة، أقام المحتجون عشرات الخيام. وفي منطقة حزيز جنوب صنعاء، أقام المحتجون الذين بينهم مئات المسلحين سواتر ترابية وخنادق كما أقاموا نقاط تفتيش. وأكد شهود عيان أن المحتجين المناصرين للحوثيين أقاموا مخيما كبيرا في منطقة بيت انعم بين صنعاء والمحويت في الشمال.
وتضم تجمعات المحتشدين أعدادا كبيرة من أبناء القبائل الحليفة للحوثيين التي قاتلت إلى جانبهم ضد آل الأحمر وأنصار التجمع اليمني للإصلاح (إخوان مسلمون) خلال الأشهر الأخيرة خصوصا في محافظة عمران الشمالية. ويقع المخيم في الصباحة على بعد كيلومتر ونصف الكيلومتر فقط عن معسكر لقوات الأمن الخاصة، فيما لم تفرض السلطات على ما يبدو أي تدابير أمنية استثنائية في المنطقة. وحلقت طائرة مقاتلة فوق المخيم على ارتفاع منخفض. وكانت اللجنة الأمنية العليا أكدت في بيان أصدرته ليل الثلاثاء أن «المجاميع المسلحة (التابعة للحوثيين) أقامت نقاط للتفتيش، وقامت بتجهيز عدد كبير من الأطقم المسلحة التي تقل عناصر حوثية» من مناطق يمنية أخرى. كما أشارت إلى أن العناصر المسلحة «استخدمت الجرافات والمعدات لإعداد المتاريس والخنادق».
أما داخل العاصمة فيتركز وجود الحوثيين في منطقة الجراف شمالا، القريبة من مطار صنعاء الدولي، وتعد المنطقة هي المعقل الرئيسي لهم، حيث يقع فيها مقر مجلسهم السياسي الذي يعد الذراع السياسية لهذه الجماعة، كما يتواجد الحوثيون في مخيمهم الدائم في ساحة التغيير بجامعة صنعاء، التي رفضوا الخروج منها، منذ الإطاحة بالرئيس السابق علي عبد الله صالح في 2011. ورغم مظاهر السلاح التي رافقت اعتصامات الحوثيين، فإن قادتهم أكدوا في تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط»، عدم لجوئهم إلى استخدام القوة ومحاربة الدولة لفرض مطالبهم، وذكروا أن الهدف من هذه الاحتجاجات هو إسقاط الحكومة وإسقاط الجرعة، مهددين بخيارات أخرى إذا لم تنفذ مطالبهم.
وتتواجد في صنعاء وهي العاصمة السياسية لليمن، وحدات عسكرية، نظامية تعد أقوى فصائل الجيش، أهمها قوات الاحتياط (الحرس الجمهوري المنحل)، وقوات المنطقة العسكرية السادسة (الفرقة أولى المنحلة)، إضافة إلى وحدات الأمن المركزي والنجدة وقوات مكافحة الإرهاب، وتبلغ مساحة صنعاء أكثر من (390) كيلومترا مربعا موزعة على عشر مديريات، وتقع على منخفض جغرافي سهلي، يمتد بشكل طولي من الجنوب إلى الشمال، ويحيط بها جبال من جميع الجهات، كما أنها محاطة بطوق قبلي من جميع الجهات، حاول الحوثيون منذ أشهر، استمالة هذه القبائل في صفهم، فيما عقد الرئيس هادي قبل أيام لقاءات مع شخصيات قبلية من الحزام الأمني للعاصمة صنعاء طالبهم بضرورة الوقوف مع الدولة وحماية صنعاء.
والحوثيون هم جماعة شيعية مسلحة خاضت ست حروب ضد الدولة، وسيطرت على محافظات صعدة وعمران، وأجزاء من حجة، إضافة إلى خوضها معارك عنيفة حاليا في محافظة الجوف شمال البلاد التي تحاذي المملكة العربية السعودية، وتمتلك عشرات المعسكرات التدريبية في معقلها في صعدة التي تحوي مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة التي استولت عليها في حروبها مع الدولة. من جانبه أعلن قائد قوات الاحتياط اللواء الركن علي الجائفي استعداد قوات اللواء الرابع مدرع احتياط، لحماية السيادة والحفاظ على أمن البلاد، ونفذت وحدات من اللواء تدريبا تكتيكيا لرفع درجة الاستعداد القتالي وتنفيذ الحركة الفورية لمنتسبي اللواء كما نشرت وكالة الأنباء الحكومية، وأكد الجائفي الذي يقود قوات ما كان يسمى (الحرس الجمهوري): «استعدادهم الدائم والكامل لإنجاز واجباتهم المقدسة وتنفيذ كل ما توجههم به القيادة السياسية والعسكرية العليا، وبما من شأنه حماية سيادة الوطن وحفظ أمنه واستقراره وصون مقدرات أبناء الشعب والذود عن الثورة والنظام الجمهوري الخالد في وجه كل من يسعى إلى إعادة أوهام الماضي المقبور للأئمة والمستعمرين».
7:57 دقيقة
خنادق وحواجز ترابية ونقاط تفتيش ومخيمات في محيط صنعاء بحراسة المسلحين
https://aawsat.com/home/article/164331
خنادق وحواجز ترابية ونقاط تفتيش ومخيمات في محيط صنعاء بحراسة المسلحين
الجيش يعلن استعداده لحماية السيادة الوطنية واللواء الرابع ينفذ تدريبا تكتيكيا لرفع درجة جاهزيته
- صنعاء: حمدان الرحبي
- صنعاء: حمدان الرحبي
خنادق وحواجز ترابية ونقاط تفتيش ومخيمات في محيط صنعاء بحراسة المسلحين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة