تقع ناحية آمرلي، ذات الأغلبية التركمانية التابعة لمحافظة صلاح الدين والواقعة على بعد 27 كيلومترا جنوب غربي قضاء طوزخورماتو، تحت حصار تام من قبل مسلحي «داعش» الذين يحاولون اجتياح الناحية لكنهم يصطدمون بمقاومة عنيفة من سكانها البالغ عددهم نحو 15 ألف نسمة.
ويشكو مواطنو الناحية من أن الحكومة العراقية لم تحاول حتى الآن فك الحصار، مشيرين إلى انتشار الأمراض بين الأطفال والنساء فيها بسبب النقص الحاد في الغذاء والدواء. وقال عادل شكور، مدير الناحية، في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» أمس «الوضع الإنساني مزر في آمرلي. أكثر من 15 ألف شخص محاصرون منذ أكثر من شهرين. هناك نقص حاد في المؤن والدواء وحليب الأطفال، وقصف متواصل من قبل مسلحي (داعش). هناك موت يومي للأطفال والنساء بسبب الجوع والعطش، ومروحيات عراقية تقوم بإلقاء المواد الغذائية لنا، لكن ما تجلبه ليس كافيا قط لعدد المحاصرين».
وتابع شكور أن قوات الجيش العراقي متمركزة على بعد 20 كيلومترا من الناحية، لكنها لم تتحرك حتى الآن لفك الحصار. ودعا الحكومة العراقية إلى تعزيز الإسناد الجوي لقوات البيشمركة والجيش العراقي لفتح الطريق نحو آمرلي ونجدة أهلها. وقال «نحن في آمرلي ندافع بكل قوانا عن بلدتنا، وبدأنا في إجلاء النساء والأطفال عن طريق المروحيات التي تجلب المؤن إلى آمرلي»، مشيرا إلى أنه تم نقل العشرات من النساء والأطفال خلال الأيام الماضية إلى بغداد ومحافظات الجنوب.
من جانبها، شكت الناشطة التركمانية، هيمان رمزي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، من أنه «لم يتحدث أي نائب تركماني سواء أكان في برلمان إقليم كردستان أو مجلس النواب العراقي عن الكارثة الإنسانية التي تحدث في آمرلي منذ أكثر من شهرين». وتابعت «هناك حصار من قبل مسلحي (داعش) على الناحية، وقد أدى القصف المستمر لـ(داعش) عليها إلى إصابة نحو 50 طفلا بجروح». وأضافت «هناك فوج عسكري من التركمان يدافع مع أهالي المدينة عن الناحية المحاصرة، وإذا استطاع (داعش) دخول المدينة فستحدث عمليات إبادة جماعية لمواطنيها الذين هم من التركمان الشيعة».
وناشدت الناشطة حكومة إقليم كردستان بالتحرك لإنقاذ أهالي آمرلي وفك الحصار عنها وتوصيل الماء والغذاء إلى أهلها، مشيرة إلى أن المروحيات العراقية توقفت عن تقديم الدعم للناحية بسبب استهدافها من قبل «داعش».
وحاول مسلحو «داعش» عدة مرات خلال الأيام الماضية دخول البلدة، لكن يقول أهالي البلدة إنهم استطاعوا صد الهجمات بإمكانيتهم العسكرية المتواضعة. وقال المواطن خالد محمود «أهالي آمرلي يتعرضون يوميا للقتل جراء قصف (داعش) للمدنيين بأنواع القنابل، وسقطت على المدينة حتى الآن أكثر من 800 قذيفة». وأشار محمود إلى أن الحصار والخوف أديا إلى انتشار الكثير من الأمراض كالأمراض الجلدية والسكر والإسهال، وقتل حتى الآن أكثر من 20 امرأة وطفلا جراء القصف المتواصل.
وناشد هذا المواطن رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، مساعدتهم وفك الحصار عنهم، وتحرك قوات البيشمركة الموجودة في قضاء طوزخورماتو بإسناد جوي عراقي نحو آمرلي لإنقاذ أهلها من «داعش». وعبر عن أسفه من موقف البرلمانيين الذين صوتوا لهم ووصفهم بـ«النيام»، لأنهم لم يتحركوا من أجل إنقاذ آمرلي، وشدد بالقول «كل من يتحرك باتجاه إنقاذنا سيسجل التاريخ له هذا الموقف وسنكون معه».
8:17 دقيقة
أهالي بلدة تركمانية شيعية يحاصرها «داعش»: أنقذونا
https://aawsat.com/home/article/164301
أهالي بلدة تركمانية شيعية يحاصرها «داعش»: أنقذونا
آمرلي محاصرة منذ شهرين وسكانها ينتقدون عدم تحرك الجيش
- أربيل: دلشاد عبد الله
- أربيل: دلشاد عبد الله
أهالي بلدة تركمانية شيعية يحاصرها «داعش»: أنقذونا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة