استأنفت القوات العراقية عملياتها العسكرية في مدينة تكريت أمس تمهيدا لاقتحامها بعد توقف اضطراري لمدة 24 ساعة. وقال مصدر أمني إن «الجيش بدأ بعملية التقدم نحو مركز مدينة تكريت وقام بتفجير الألغام والعبوات الناسفة الموضوعة في الطرق». وأضاف أن «الهجوم بدأ بمحورين؛ الأول من الحدود الشمالية لتكريت وانطلاقا من قاعدة (سباكير) الجوية، والمحور الثاني من منطقة شيشين، حيث جرى نشر القوات على بعد 4 كلم من مركز تكريت».
وكانت القوات العراقية قد فشلت قبل نحو شهر في اقتحام مدينة تكريت بسبب المقاومة الشديدة من جانب مسلحي تنظيم «داعش» الذين يسيطرون عليها، بالإضافة إلى عدم وجود قوات كافية لمسك الأرض.
غير أن العملية التي بدأها الجيش العراقي أول من أمس تختلف من وجهة نظر الخبير الأمني الدكتور معتز محيي الدين، رئيس المركز الجمهوري للدراسات الأمنية، الذي أوضح لـ«الشرق الأوسط» أنه في هذه المرة «تكامل إلى حد كبير الجهد العسكري، خاصة القوات التي تمسك الأرض والتي كانت تفتقر إليها القوات العراقية في المرة الماضية»، مضيفا أن «هناك عاملا آخر يتمثل بالجهد الحيوي على مستوى الطيران الذي من شأنه تمهيد الأجواء سواء داخل المدينة التي يتحصن داخلها المسلحون أو في المناطق الخارجية حتى جبال حمرين». ويرى محيي الدين أن «تكريت ذات أهمية استراتيجية كبيرة بمستويين؛ حيث إن استعادة السيطرة عليها تعني أولا تأمين العاصمة بغداد من خطر (داعش) تماما، كما أنها المفتاح الحقيقي للتوجه نحو الموصل لاستعادة السيطرة عليها».
من ناحية ثانية، أعلنت وزارة الدفاع العراقية عن توجيه 4 ضربات جوية لتجمعات «داعش» في حديثة والفلوجة بمحافظة الأنبار. وقال بيان لمديرية الاستخبارات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع إن «صقور الجو تمكنوا بالتنسيق مع الاستخبارات العسكرية من توجيه ضربتين لتجمعات (داعش) الإرهابية في حديثة، وكبدوها خسائر جسيمة بالأرواح والآليات»، وتابع أن «صقور الجو دكوا أيضا تجمعات (داعش) في عامرية الفلوجة بضربتين جويتين أدتا إلى قتل عدد منهم».
على صعيد متصل، وبعد يومين من إعلان مجلس محافظة الأنبار عبر «الشرق الأوسط»، على لسان نائب رئيس مجلس المحافظة فالح العيساوي، المتمثل في نية المحافظة الطلب من الولايات المتحدة الأميركية استخدام سلاح الطيران الأميركي ضد مسلحي «داعش»، فقد أعلن رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت عن موافقة وزارتي الدفاع والداخلية على تعيين 15 ألف متطوع من أبناء عشائر المحافظة في صفوف الجيش والقوات الأمنية. وقال كرحوت في تصريح إن «وزارة الدفاع وافقت على تعيين 5 آلاف متطوع في صفوف الجيش»، مؤكدا أن «وزارة الداخلية وافقت أيضا على تعيين 10 آلاف متطوع من أبناء عشائر الأنبار في صفوف القوات الأمنية». وأضاف كرحوت، أن «هؤلاء المقاتلين سيتلقون تدريبات عسكرية في محاربة الإرهاب خلال فترة وجيزة من أجل تحرير الأنبار من تنظيم (داعش)».
من جهته، أكد الشيخ حميد الكرطاني أحد شيوخ مدينة الفلوجة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك تخبطا واضحا سواء على صعيد الحكومة المركزية في بغداد أو المسؤولين في المحافظة، بينما النتيجة الواضحة أمام الجميع هي أنه لم يحصل تطور إيجابي». وأضاف: «منذ فترة والحديث مرة يجري عن متطوعين ومرة عن أسلحة بما في ذلك الطلب من الأميركيين التدخل، ومرة الاكتفاء بصرف أموال للنازحين، في حين أن الوضع لم يتغير نحو الأفضل، وهو ما يعني أن الجميع يحاول كسب الوقت ليس أكثر».
القوات العراقية تستأنف هجماتها على تكريت تمهيدا لدخولها
https://aawsat.com/home/article/164276
القوات العراقية تستأنف هجماتها على تكريت تمهيدا لدخولها
قبول آلاف المتطوعين من أهالي الأنبار في الجيش والأجهزة الأمنية
- بغداد: حمزة مصطفى
- بغداد: حمزة مصطفى
القوات العراقية تستأنف هجماتها على تكريت تمهيدا لدخولها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة