ساد التوتر العاصمة الباكستانية، أمس، إثر تهديد المعارض عمران خان بالتوجه مع أنصاره في مسيرة إلى «المنطقة الحمراء»، حيث مقر الحكومة في مجازفة للإطاحة برئيس الوزراء نواز شريف.
وضاعف رئيس حزب العدالة عمران تحركاته منذ أسبوع في تصعيد بلغ ذروته أمس، بعد أن دعا إلى العصيان المدني وأعلن استقالة كل نواب حزبه من البرلمان واقترح «مسيرة» إلى «المنطقة الحمراء» في إسلام آباد، التي تأوي البرلمان ومقر رئيس الوزراء، وكبرى السفارات بما فيها سفارات فرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. كما جمع محمد طاهر القادري الذي أمهل الحكومة حتى أمس كي تستقيل، أنصاره في «جمعية شعبية» لتحديد الخطوة التالية.
ووعد عمران خان باقتحام محيط «المنطقة الحمراء»، داعيا إلى مسيرة «غير عنيفة». ورد وزير التنمية إحسان إقبال بالقول: «هذا البرلمان ليس ملكا لحزب واحد بل لـ180 مليون نسمة في البلاد»، ودعا خان والقادري إلى «التفاوض». كما شكلت الحكومة لجنتين تضمان أعضاء من عدة أحزاب لفتح مباحثات مع عمران خان ومحمد طاهر القادري اللذين يواصلان رغم ذلك «ثورتهما» من أجل الإطاحة بالرئيس نواز شريف. ودعمت بعثة الاتحاد الأوروبي في إسلام آباد من جهتها تلك المفاوضات، مؤكدة أن الدستور «يوفر هذا الإطار القانوني للحوار من أجل الخروج من المأزق الحالي».
ووعد الرجلان بحشد مليون شخص في اعتصامهما، لكن عدد أنصارهما لم يتجاوز أمس بضعة آلاف، ويبدو أن دعوة عمران إلى العصيان المدني قد عزلته لأن الطبقة السياسية، بما فيها الأحزاب المعارضة الأخرى نددت بهذه الاستراتيجية، وكذلك أوساط رجال الأعمال. ويرى المحلل رحيم الله يوسفزاي أن المسيرة إلى «المنطقة الحمراء» ليست سوى «عمل يائس ولن يسهم في زيادة الضغط على الحكومة التي تمكنت من تجاوز الاعتصام». وقالت صحيفة «دون» إن خان «قد يأمل أن تعتقله قوات الأمن مؤقتا في العاصمة أمام الكاميرات، وأن يندفع أنصاره في صدامات متلفزة لوضع حد لاعتصام حزب العدالة بنقطة يعتبرها إيجابية؟»
من جهته، قال القادري إن مؤيديه قرروا القيام أمس بمسيرة سلمية إلى البرلمان لمحاولة إرغام رئيس الوزراء على الاستقالة. وقال القادري إن برلمان الشعب قرر تنظيم المسيرة بعدما سأل رجل الدين الحشد مرارا عما إن كانوا «يريدون ديمقراطية حقيقية دون إرهاب فردوا هاتفين نعم». وقالت الشرطة الباكستانية إنها ألقت القبض على نحو 150 من أنصار عمران خان وطاهر القادري في إقليم البنجاب، الليلة الماضية فيما دخل احتجاجان يقودهما الزعيمان المعارضان في العاصمة إسلام آباد يومهما الخامس. وفي السابق قالت الحكومة إنها لن تسمح بدخول المتظاهرين المنطقة الحمراء، وطوقتها بحاويات شحن وأسلاك شائكة ونشرت عددا كبيرا من شرطة مكافحة الشغب وقوات الأمن.
وعلى صعيد متصل بالإرهاب في باكستان قال مسؤولون أمس إن ستة أشخاص، بينهم خمس إناث قتلوا جراء انفجار عبوة ناسفة زرعت على جانب الطريق في السيارة التي كانت تقلهم إلى مدرسة في شمال غربي البلاد. وتقع المنطقة التي وقع فيها الانفجار على مقربة من الحدود الأفغانية، حيث يعبر متشددون باكستانيون من ملاذات آمنة في أفغانستان لتنفيذ عملياتهم داخل باكستان. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن العملية.
8:18 دقيقة
التوتر يسود العاصمة الباكستانية بعد دعوة عمران خان إلى عصيان مدني
https://aawsat.com/home/article/163611
التوتر يسود العاصمة الباكستانية بعد دعوة عمران خان إلى عصيان مدني
أعلن استقالة نواب حزبه من البرلمان واقترح مسيرة إلى مقر رئيس الوزراء
التوتر يسود العاصمة الباكستانية بعد دعوة عمران خان إلى عصيان مدني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة