عادل عصام الدين
صحافي سعودي
TT

الانتقالات.. ليست خيانة!

أزعم أن أي مشجع في العالم يصدم ولا يتقبل بسهولة قرار انتقال لاعب من فريقه خاصة إن كان المنتقل من فئة النجوم، بيد أن المشكلة تكمن في عملية الرفض إن تبنتها وسائل الإعلام التي تعاني من التعصب رافضة الواقع ويزيد المسؤولون الوضع تعقيدا حين يأتي الرفض من قبلهم.
والحقيقة أنني ازددت قناعة بضرورة تشجيع وتبني عمليات الانتقالات حتى على مستوى النجوم الكبار ليس من قبيل محاربة التعصب فحسب بل إيمانا بأهمية عامل التجديد في الصفوف وقد أكدت الأيام ضرورة التجديد على مستوى الإدارة الفنية وكذلك على مستوى اللاعبين ذلك أن العمل الروتيني واستمرار الفكر الواحد والفلسفة الواحدة تجلب السأم والملل.
اقتنعت بأنه لا مناص من التغييرات في الصفوف بعد أخبار الانتقالات الكثيرة التي أعقبت نهائيات كأس العالم لكرة القدم. بعض الأندية تتخلى عن مدربين ممتازين لأن التغيير حان وقته. إن استمر نفس النجوم لا بد من تغيير المدرب، وإن استمر المدرب يتطلب الأمر تجديد الصفوف من خلال الاستغناء عن بعض النجوم والاستعانة بأسماء أخرى، ولا شك أن المدرب الذي يحترم تاريخه ويملك الطموح ويبحث عن الإضافة وتحقيق المزيد من الإنجازات يتعين عليه أن يغير في صفوفه لا سيما إن كان حريصا على استراتيجية جديدة وتبني خطط مختلفة كأن يغير في أسلوب اللعب.
في مصر.. أعلن نادي الزمالك تعاقده مع المدرب حسام حسن أحد أبرز النجوم في تاريخ الكرة المصرية. وسبق للنجم حسام أن درب الزمالك الذي مثله كلاعب، وكان حسام مدربا للمنتخب الأردني، وقد أعلن حسام حسن استعانته بشقيقه إبراهيم كمدير للكرة على أن يتولى عماد المندوه تدريب حراس المرمى فيما يتولى وليد بدر الشأن الإداري. إلى هنا والمسألة عادية ذلك أن حسام عاد للموقع الذي سبق أن نجح فيه محققا إنجازات طيبة كمدرب محلي، بيد أن الصدمة تمثلت في تصريح عضو مجلس الإدارة أحمد سليمان الذي أشار إلى أن طارق السعيد سيتولى مسؤولية التدريب العام وقد تم حل الأزمة بعد أن قوبل هذا الطلب بالرفض من قبل مجلس الإدارة إلا أن حسام حسن أعلن تمسكه بمساعده طارق السعيد نجم الفريق السابق وهو لاعب دولي سابق له تاريخه مع منتخب بلاده.
وكان مرتضى منصور قد أعلن في البداية رفضه لدخول طارق السعيد، وهو ليس أول رفض فقد سبق لرئيس الزمالك السابق ممدوح عباس أن رفض فكرة انضمام السعيد لنفس الجهاز الفني بقيادة حسام حسن في التجربة الأولى. أما سبب الرفض فهو المستغرب ذلك أن أفضل نجوم الزمالك طارق السعيد وفي عز توهجه انتقل في موسم 2005 - 2006 إلى النادي الكبير الآخر.. النادي المنافس الأهلي فكان انتقال النجم الكبير بمثابة الصدمة.
أعترف أن الانتقالات في عالم المنافسة التقليدية «الديربي» مرفوضة تسبب الإزعاج حتى عالميا والأمثلة في هذا السياق كثيرة ومن ينسى ما سببه انتقال فيغو من برشلونة لريال مدريد؟!
لكن الرفض في كرتنا أكبر، والمشكلة أكبر، ونحن مع الأسف لم ندرك بعد أن نظام الاحتراف يقبل الانتقالات، بل إن الجانب الفني الذي أشرت إليه بداية يحبذ الانتقالات ولا يرفضها خاصة إن كانت ثمة عقلية تبحث عن التجديد وتحارب الملل.
من يصدق أن البرتغالي الشهير مورينهو يدرب تشيلسي حاليا بعد أن كان مدربا لريال مدريد، وأن الإيطالي الشهير أنشيلوتي يدرب ريال مدريد بعد أن كان مدربا لتشيلسي الإنجليزي؟!
مجرد تغيير في المواقع لا يعني فشلا للمدرب أو اللاعب حتى وإن كانت التجربة فاشلة ذلك أن التناغم والانسجام ومعادلة النجاح ليست مضمونة في كل المواقع.
الانتقالات في الأندية السعودية تشعرنا كأننا في واد آخر، لا نزال نرى أن ثمة خيانة في كل عملية انتقال، وأن الوفاء يجب أن يستمر من خلال استمرار اللاعب في نفس الفريق ولم تعد كلمة التجديد مع الأسف مقنعة للكثيرين.

[email protected]