على مواقع التواصل الاجتماعي وفي المقدمة منها «فيسبوك» اتفقت غالبية العراقيين ممن يستخدمون هذه المواقع على عدم تبادل التهاني بعيد الفطر هذا العام. الأسباب التي قدموها بدت مقنعة لجهة ما تعانيه البلاد من مشكلات وأزمات.
ففي غضون أقل من شهرين وبالذات منذ العاشر من شهر يونيو (حزيران) الماضي عندما سيطر تنظيم «داعش» على محافظتي نينوى وصلاح الدين وأجزاء من محافظة ديالى فإن الأزمات التي يعانيها العراقيون اليوم من نزوح وتهجير وقتال يومي هنا وهناك تفوق ما عانوه طوال عشر سنوات.
وفي الوقت الذي وجه فيه رئيسا الجمهورية، فؤاد معصوم، والبرلمان، سليم الجبوري، التهاني للعراقيين بمناسبة العيد مع تأكيد عزمهما على مواجهة التحديات، فإن رئيس الوزراء نوري المالكي لم يوجه - حتى لحظة كتابه هذه السطور أي كلمة بهذه المناسبة. السبب على ما يبدو هو الاختلاف المذهبي حول العيد. ففيما التزم رئيسا الجمهورية والبرلمان بما صدر عن الوقفين السنيين في كردستان وبغداد من أن أول أيام العيد هو أمس، فإن المالكي لا يزال ينتظر رأي المرجعية الدينية العليا بالنجف وبالذات مرجعية آية الله علي السيستاني في الإعلان بأن يوم الاثنين مكمل لشهر رمضان وأن اليوم الثلاثاء هو أول أيام العيد عند الشيعة.
مع ذلك، بدت أجواء بغداد طبيعية وهي تستقبل أول أيام العيد المختلف عليه في هذا البلد دائما. فالأطفال حملوا ألعابا نارية أطلقوها في الحارات والأزقة في مفارقة لافتة لبلد أسوأ ما يعيشه الآن هو ليس كثرة ما يطلق في أجوائه من ألعاب نارية حقيقية وقصف عشوائي وقتل على الهوية. وقالت أمانة بغداد، وعلى لسان مدير إعلامها حكيم عبد الزهرة، لـ«الشرق الأوسط» إنها «استعدت للعيد بصرف النظر عما يعيشه البلد فالحياة يجب ألا تتوقف والناس تريد أن تنفس عن معاناتها في أماكن ترفيه تخرج إليها وتتنزه فيها مع أطفالها»، مشيرا إلى أن «العراقيين لم يعودوا يملكون سوى تحدي المصاعب والأزمات مهما كانت». وأضاف عبد الزهرة أن «الأمانة ألغت الألعاب النارية احتراما لمشاعر الإخوة المسيحيين وللممارسات الهمجية التي يقوم بها (داعش) في الموصل وغيرها من مناطق الوطن، لكننا أكملنا استعداداتنا على صعيد تأمين الأماكن الترفيهية في العاصمة بغداد مع توفير كل المستلزمات فضلا عن تأمين الحماية الأمنية».
وفي حي المنصور كان مطعم «زرزور»، الذي هو فرع لأحد أهم مطاعم الفلوجة، قد امتلأ بالرواد ساعة الغداء. «زرزور» الذي في الفلوجة أقفل أبوابه مع مطعم شهير آخر هو مطعم «حجي حسين» وكلاهما متخصص بالكباب هناك منذ عدة شهور. وفي المنصور ذاتها وهي أشهر وأرقى محلات بغداد تفتح أشهر المحلات أبوابها وتستقبل المتبضعين المحتفلين بالعيد الذين يبدو غالبيتهم العظمى من سنة بغداد الذين يسبقون شيعتها بالاحتفال بالأعياد بيوم واحد دائما.
الحكومة أعلنت من جانبها أنها وضعت خطة وصفتها بـ«المحكمة» وضاعفت من عدد أفراد الشرطة عند نقاط التفتيش في مداخل بغداد وما حولها ونشرت قوات إضافية وكذلك في الحدائق العامة لتأمين الشارع العراقي ضد الهجمات خلال العيد. إلا أن هذه الإجراءات لم تمنع اغتيال أحد المصلين بعد أدائه صلاة العيد في أحد مساجد منطقة البياع غربي العاصمة بمسدس كاتم للصوت.
في المقابل أبدى نشطاء مدنيون، فرحتهم بالعيد بمبادراتهم الميدانية لمساعدة المهجرين من قضاء تلعفر التابع لمحافظة نينوى، وتوزيع المساعدات عليهم. وقالت الناشطة رجاء الربيعي في لـ«الشرق الأوسط»: «أشعر بالفخر واعتزاز بنفسي وبأصدقائي الذين كانوا معي لمدة أسبوع لأجل مساعدة إخواننا النازحين من ديارهم في قضاء تلعفر».
8:17 دقيقة
الوضع الأمني هاجس العراقيين في العيد المختلف عليه مذهبيا
https://aawsat.com/home/article/148271
الوضع الأمني هاجس العراقيين في العيد المختلف عليه مذهبيا
أمانة بغداد تلغي الألعاب النارية تضامنا مع المسيحيين
- بغداد: حمزة مصطفى وأفراح شوقي
- بغداد: حمزة مصطفى وأفراح شوقي
الوضع الأمني هاجس العراقيين في العيد المختلف عليه مذهبيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة