أنصار بيت من؟

أعلنت وكالة أنباء الشرق الوسط أن جماعة أنصار بيت المقدس أصدرت بيانا تعلن فيه مسؤوليتها عن قتل ثلاثة وعشرين ضابطا وجنديا مصريا في واحة الفرافرة الواقعة في غرب الصحراء المصرية والقريبة من الحدود الليبية.
لست أعرف ولا أعتقد أن أحدا يعرف هل جماعة أنصار بيت المقدس هي نفسها جماعة أجناد أو أكناف بيت المقدس؟ غير أن ما يمكن فهمه بسهولة أن جماعة الأنصار هذه ترى في المصريين أعداء يجب القضاء عليهم. غير أن الجماعة لم تهتم بأن تعلن للعالم العربي الأسباب التي من أجلها اتخذت من المصريين أعداء تعمل على إبادتهم. هل هم أنصار بيت المقدس بينما نحن أنصار بيت نيويورك أو بيت لندن أو بيت موسكو. ما أعرفه كمصري عن مصر أنها حاربت من أجل القضية الفلسطينية وفقدت عشرات الألوف من شبابها في عدة حروب.. فهل كنا بشكل أو آخر أعداء لبيت المقدس، هل خضنا كل هذه الحروب ليفقد الفلسطينيون هذا البيت، أم أننا خضنا كل هذه الحروب دفاعا عن هذا البيت؟
أم إن هذا النشاط الإجرامي لا صلة له أساسا بالقضية الفلسطينية ولا ببيت المقدس ولا بأي بيت آخر يستحق الاحترام.. كونوا شرفاء واضحين، قولوا إنكم مجموعة من القتلة لا أكثر وأنكم في حقيقة الأمر لا تهتمون بقضية الشعب الفلسطيني. قولوا إنكم اخترتم الشباب المصري في تلك النقطة الصحراوية البعيدة عن الوادي لتقتلوه لسبب بعيد تماما عن القضية الفلسطينية، وهو أن مصر ومعها السعودية وعدد من الحلفاء الأقوياء، يقفون بالمرصاد لكل دعاة الفوضى والمذابح في المنطقة العربية. وإذا أردتم البحث عن بيت يعاديه المصريون ويحاربونه فهو ليس بيت المقدس، بل بيت الشيطان الذي تعيشون في كنفه والذي تدافعون عنه تحت لافتات كاذبة.
لم يحدث من قبل أن مررنا بهذه الحالة من الخلط والكذب والتلبيس، والتعبير العربي الشهير الذي يصف هذا النوع من الخلط وهو «اختلط الحابل بالنابل» لم يعد صالحا لوصف ما نمر به، نحن في قاعة محكمة حدث فيها قدر من الانفلات تمكن خلاله المتهمون من الخروج من القفص والقفز على منصة القضاة، كما تمكنوا من إرغام القضاة المذهولين على الدخول إلى القفص. ترتب على ذلك أن المحامين يوجهون الاتهامات الآن لجمهور القاعة، بينما تتولى النيابة الدفاع عن المجرمين.
فى أسوأ الكوابيس كان من المستحيل أن أرى جماعة فلسطينية تقتل المصريين ولكن هذا هو ما يحدث الآن في عالم اليقظة.. يا للعار.. ويا أرواح الشهداء المصريين في كل الحروب التي خضناها من أجل استرداد الحقوق الفلسطينية، يا من خضبتم بدمائكم رمال الصحراء في النقب وسيناء، اسمحوا لي أن أبلغكم أن جماعة بيت المقدس الفلسطينية تقتل المصريين الآن.
[email protected]