TT

حتى لا تتوه الحقائق.. هادي ورث تركة ثقيلة

كتب الأستاذ عبد الرحمن الراشد مقالا في صحيفة «الشرق الأوسط» تحت عنوان: «مسؤولية الرئيس هادي».. المنشور في 12 يوليو 2014. لذا وددت إيضاح الأمور الآتية:
بداية نود أن نعبر عن تقديرنا للأستاذ عبد الرحمن الراشد عندما يتناول قلمه مشكلات اليمن، لأنها تسهم في إلقاء مزيد من الضوء على إشكاليات ومتاعب يعيشها اليمن، ويرغب في مواصلة أشقائه دعمه لإخراجه مما هو فيه، لأن اليمن هو العمق الاستراتيجي للجزيرة والخليج العربي.
هناك معلومات غير دقيقة.. عن الأوضاع في اليمن.. وعن قدرة الرئيس عبد ربه منصور هادي على السيطرة على الأوضاع في اليمن.. أما في ما ذكره المقال عن التدخلات الإيرانية، فإننا نود أن نشير إلى أن هناك أدلة وإثباتات على التدخل السافر في الشأن اليمني على المستوى المحلي الداخلي اليمني بدءاً من إدخال الأسلحة وإنشاء شبكات تجسس استخباراتية، ووجود عناصر إيرانية لتدريب جماعات عنف مسلحة في اليمن، وكذا إرسال خبراء عسكريين إيرانيين إلى بعض مناطق اليمن.. وهذا من فيض الأدلة التي تؤكد أن إيران تتدخل في الشأن اليمني. وما يجب التنبه له هنا أن تردي الأوضاع - هو أمر موروث وليس صنعة الرئيس هادي - الذي تسلم وطناً بلا دولة وفي ظل تطاحن عسكري وانقسام حزبي مخيف.. بما في ذلك الاحتراب بين القوات المسلحة والأمن.. وبحكمة وقدرة الرجل استطاع أن يخرج بالوطن من هذا الوضع المريع وبشكل تدريجي بدأه بإيقاف الاحتراب وإعادة الوحدات والمعسكرات وإخراج المليشيات المسلحة من العاصمة وإعادة اللحمة الوطنية للقوات المسلحة والأمن.. وبصبر وأناة وثقة المجتمع الإقليمي والدولي به وبالذات دول مجلس التعاون، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز استطاع الرئيس أن يتجاوز الكارثة الاقتصادية التي ورثها، وما نجم عن الأزمة من التدهور والتخريب الممنهج من قبل المتضررين من التغيير وأعوانهم من تنظيم القاعدة والحوثيين ومهربي الأسلحة والمخدرات واستهداف المنشآت النفطية والغازية والكهرباء وغيرها.
هناك من خفايا الأمور ما لا يعلمها أحد، ولا ينكر أيٍ كان ما قام به الرئيس هادي من مواجهة مستمرة وحازمة مع سلسلة الكوارث التي ابتليت بها اليمن.. ومقدرته في تجنيب اليمن الانزلاق إلى محرقة الأزمات المتوالية.. إذ استطاع هذا الرجل أن يعزز من قيم البناء والسلام والوئام والتآخي وحقق الكثير فهو من نزع أنياب تنظيم القاعدة الإرهابي في الجنوب بدءاً من حملة «السيوف الذهبية»، ووصولاً إلى حملة «معاً من أجل يمن خالٍ من الإرهاب».. ومعروف أن هذا التنظيم من أخطر وأشد التنظيمات الإرهابية في العالم الذي يجعل أقوى الدول المقتدرة الغنية القوية ترتعد مفاصلها مخافة أعماله العدوانية الإجرامية. ولم يخش الاقتراب من عش الدبابير حيث أدار عملية هيكلة المؤسسة الدفاعية والأمنية في بلد أسست فيه هاتان المؤسستان على الولاء القبلي والولاء الشخصي والولاء المناطقي والولاء الحزبي السياسي.. ومع ذلك قاد عملية تحول عسكري نوعي فيهما كان أول الخطوط العريضة لهذا التحول والهيكلة هو تحديد الهوية الاجتماعية لهاتين المؤسستين السياديتين وتحديد مهامهما وعقيدتهما العسكرية والأمنية، وعمل على دمجهما في إطار مؤسستين معنيتين بخدمة الوطن والشعب فقط وهذا إنجاز بكل المقاييس.
* صحافي يمني