عادل عصام الدين
صحافي سعودي
TT

بناء فريق سعودي!

أكثر سؤال «كروي» أسمعه هذه الأيام: ما توقعاتك لفريق «......» في الموسم الجديد؟
السؤال عن الاتحاد أو الهلال أو النصر أو الأهلي أو الشباب.
الإجابة التقليدية تأتي من خلال تفحص وقراءة أو تقييم الأسماء الموجودة والمستجدة وتقييم تاريخ وموقف المدرب وموقعه في قائمة المدربين.
كل متابع ومحب لكرة القدم يستأنس بمثل هذا السؤال حتى لو كان مشجعا عاديا لأن كرة القدم في الأصل لعبة توقعات وتقييم ومقارنات.
هداف بطولة كأس العالم الأخيرة الكولومبي جيمس رودريغيز الذي رأى البعض أنه يستحق لقب أفضل لاعب في البطولة مثل ميسي وروبن وموللر وشفاينشتايغر انتقل إلى ريال مدريد من موناكو الفرنسي نظير مبلغ كبير قدره 80 مليون يورو، وبذلك يدخل قائمة كبار المستقطبين وأغلاهم سعرا غاريث بيل وكريستيانو رونالدو. وسبق النجم الكولومبي في القدوم الألماني الكبير كروس وإن كان بسعر أقل، وبذلك تزدحم صفوف بطل أبطال أندية أوروبا، الأمر الذي يعني أن على ريال مدريد أن يتخلى عن بعض الأسماء الكبيرة، ومن هنا تردد فور انتهاء كأس العالم اسم الخطير دي ماريا وكذلك الألماني خضيرة. وقد طرحت بعض وسائل الإعلام السؤال الفني المهم: أين سيكون موقع رودريغيز؟ الوسط متخم بالنجوم، وإذا لعب رودريغيز فإن دي ماريا مثلا لن يلعب. وبدأ الحديث عن تغيير طريقة اللعب لاستيعاب القادم الجديد وله وزنه وثقله، ثم إن مدرب كولومبيا بيكرمان كان موفقا جدا حين وضع رودريغيز لاعبا حرا طيلة كأس العالم فتألق وأبدع.
أما أسطورة هولندا وبرشلونة كرويف، فوجه انتقادا قاسيا، بل هجوما عنيفا على صانع القرار بنادي برشلونة، واتهم المسؤولين بالغباء لأنهم تعاقدوا مع نجم أوروغواي صاحب العضة الشهيرة سواريز. اعتراض كرويف يتمثل في: لماذا ميسي ونيمار وسواريز في فريق واحد ووقت واحد. وهذا يعني أن كرويف مثل كثيرين يرفض تجميع الأسماء والنجوم، لأن مجرد جمع الأسماء الكبيرة ليس مجديا في كرة القدم ولا يضمن تحقيق النجاح.
أحد خبراء اللعبة امتدح ريال مدريد كثيرا لأنه عرف أخيرا طريق تكملة البناء وليس الهدم. كان الفريق قبل عشر سنوات يغير بالجملة، يهدم ثم يبنى فريق جديد، وبعد أن عرف العملاق الويلزي بيل أهمية تكملة البناء، ها هو يحضر كروس ورودريغيز حسب ما تقتضيه حاجة أنشيلوتي الفنية.
فريق الاتحاد مثلا، يبدو لي أنه لبى طلب عشاقه، وكنت أحد من أشاروا إلى ضرورة الالتفات للعمود الفقري، ذلك أن الفريق يضم عناصر وطنية جيدة، بيد أنه يحتاج لرباعي أجنبي جيد. كل الفرق السعودية اجتهدت وأحضرت لاعبين أرى أن معظمهم أفضل من لاعبي الموسم الماضي، ومع ذلك لا يمكن تقديم إجابة حاسمة في هذا الشأن، لأن بناء الفريق ليس أمرا سهلا. المهم هو كيف تخلق التجانس وتصنع توليفة مناسبة، والأهم هو اختيار الطريقة والأسلوب الذي يتناسب وإمكانات اللاعبين واستراتيجية الفريق.
طرحوا سؤالا مهما: لماذا استغنى المدرب الشهير غوارديولا عن نجم بايرن ميونخ ومنتخب ألمانيا كروس الذي أبدع في كأس العالم؟!
قد يستغني الفريق عن اسم كبير أيضا، المهم أن يعرف ماذا يعمل وماذا يريد!
[email protected]