هلع دولي بعد «إسقاط» طائرة ماليزية تقل 295 راكباً في أوكرانيا

تبادل التهم بين كييف والانفصاليين حول الجهة المسؤولة عن الكارثة

ناشط مسلح من الانفصاليين الموالين للروس يقف قرب موقع تحطم طائرة الركاب الماليزية في دونيتسك بشرق أوكرانيا أمس (رويترز)
ناشط مسلح من الانفصاليين الموالين للروس يقف قرب موقع تحطم طائرة الركاب الماليزية في دونيتسك بشرق أوكرانيا أمس (رويترز)
TT

هلع دولي بعد «إسقاط» طائرة ماليزية تقل 295 راكباً في أوكرانيا

ناشط مسلح من الانفصاليين الموالين للروس يقف قرب موقع تحطم طائرة الركاب الماليزية في دونيتسك بشرق أوكرانيا أمس (رويترز)
ناشط مسلح من الانفصاليين الموالين للروس يقف قرب موقع تحطم طائرة الركاب الماليزية في دونيتسك بشرق أوكرانيا أمس (رويترز)


تحطمت طائرة ركاب ماليزية كانت تقل 295 شخصا فوق شرق أوكرانيا أمس، وسط مخاوف من أنها تعرضت إلى هجوم بصاروخ تسبب في إسقاطها.
وعلى الفور، قال مسؤول بوزارة الداخلية الأوكرانية إن انفصاليين موالين لروسيا أسقطوا الطائرة، وألقى المسؤول باللوم على «إرهابيين» يستخدمون صاروخا أرض - جو. ووصف رئيس وزراء أوكرانيا إسقاط الطائرة التي كانت في رحلة من أمستردام إلى كوالالمبور بأنه «كارثة»، فيما يزيد المخاطر في مواجهة بين كييف وموسكو. وشاهد إعلاميون في المكان حطاما يحترق وجثثا متناثرة على الأرض في قرية غرابوفا التي تبعد نحو 40 كيلومترا من الحدود الروسية في منطقة دونيتسك حيث ينشط المسلحون الانفصاليون الموالون لروسيا. وقال المسؤول بوزارة الداخلية أنتون جيراشتشينكو على موقع «فيسبوك» إن الطائرة البوينغ 777 سقطت قرب مدينة دونيتسك معقل المسلحين الموالين لروسيا، مضيفا أن «إرهابيين أسقطوها بنظام بوك الصاروخي المضاد للطائرات»، وهو الوصف الذي تستخدمه حكومة كييف للمسلحين الذين يسعون إلى انضمام شرق أوكرانيا إلى روسيا. والقتلى هم 280 شخصا بالإضافة إلى الطاقم المكون من 15 شخصا.
وفي الجانب الآخر، قال زعيم للانفصاليين إن القوات الأوكرانية أسقطت طائرة الركاب، الأمر الذي نفته كييف. ونقلت وكالة إنترفاكس أوكرانيا عن مسؤول أوكراني آخر قوله إن الطائرة اختفت من على الرادار وهي تطير على ارتفاع عشرة آلاف متر، وهو ارتفاع مثالي لطيران طائرات الركاب.
ووصف الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو حادث تحطم الطائرة الماليزية في شرق أوكرانيا بـأنه «ليس حادثا وليس كارثة، وإنما عمل إرهابي».

بدورها، قالت شركة الخطوط الجوية الماليزية على موقعها على «تويتر» إنها فقدت الاتصال بالطائرة في رحلتها «إم إتش 17» من أمستردام. وقالت إن «آخر موقع معروف كان فوق المجال الجوي الأوكراني». وذكرت وكالات أنباء في شرق أوكرانيا أنه لم يكن هناك أي مؤشر على وجود ناجين بعد تحطم الطائرة.
من جانبها، ذكرت منظمة النقل الجوي الدولي في تصريحات أولية أن المسار الذي كانت تسلكه الطائرة المنكوبة «لم يكن خاضعا لقيود».
وجاء حادث الطائرة فيما ردت روسيا بعنف أمس على العقوبات الأميركية والأوروبية الجديدة المتخذة ضدها بسبب تورطها في الأزمة الأوكرانية، وقالت إن البلدان الغربية ستصاب بـ«خيبة أمل كبيرة»، مهددة إياها برد «مؤلم».
وسارع نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إلى وصف هذه الدفعة الجديدة من العقوبات بأنها تشكل «فضيحة» و«غير مقبولة على الإطلاق»، متوعدا برد «ستتلقاه واشنطن بطريقة مؤلمة». وأضاف: «لا نسعى إلى تأثير ظرفي ولا نرغب في نسخ طرق الإدارة الأميركية. لن نرد على الاستفزاز وسنتصرف بهدوء».
وأتبع رد الفعل هذا خلال الليل برد فعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تحدث عن «مأزق» وعن «أضرار خطرة» على العلاقات الروسية - الأميركية، إلا أنه قال إن «من المؤسف أن يتبنى شركاؤنا هذا النهج. نحن لم نغلق الباب أمام المفاوضات بهدف الخروج من هذا الوضع».
من جهتها، كتبت وزارة الخارجية الروسية في بيان: «إذا كانت واشنطن تنوي تدمير العلاقات الروسية ـ الأميركية، فلتتحمل هي مسؤولية ذلك». وأضافت أن «لغة العقوبات أيا يكن حجمها غير مجدية مع روسيا»، وعدت هذا الموقف «ابتزازا» و«انتقاما» تمارسهما الولايات المتحدة.
وشددت الولايات المتحدة مساء أول من أمس عقوباتها ضد روسيا التي تتهمها بدعم الانفصاليين الموالين لروسيا الذين يقاتلون القوات الأوكرانية في شرق البلاد منذ أكثر من ثلاثة أشهر. وأضافت واشنطن على لائحتها السوداء المجموعة النفطية الروسية العملاقة «روسنفت» التي جمدت ودائعها في الولايات المتحدة بينما لن يسمح للشركات الأميركية بعد الآن بعقد صفقات معها. وبين الشركات الروسية التي استهدفتها العقوبات الأميركية مصرف «غازبروم» الغازي العملاق «غازبروم بنك» والبنك الروسي العام «فيب». وتساءل بوتين عما إذا كان الأميركيون «سيتسببون بخسائر لأكبر شركات الطاقة لديهم وكل ذلك من أجل ماذا؟».
من جهته، قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف إن «التاريخ أثبت أن مثل هذه العقوبات لم تؤد إلى تركيع أحد». وتراجع مؤشرا بورصة موسكو بعيد فتح الجلسة صباح أمس غداة الإعلان عن عقوبات غربية جديدة على روسيا مرتبطة بالأزمة في أوكرانيا. ونحو الساعة السادسة والنصف صباحا، انخفض مؤشرا سوق المال الروسية ميسيكس المسعر بالروبل والـ«آر تي إس» (بالدولار) 2.03 في المائة و3.26 في المائة على التوالي. كما انخفض الروبل عند الافتتاح ليساوي 34.8 روبل للدولار الواحد.
واتخذ الأوروبيون من جهتهم عقوبات أقل حجما، إذ جمدوا برامج ينفذها في روسيا البنك الأوروبي للاستثمار والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية. وقالت الخبيرة المستقلة ماريا ليبمن في موسكو: «في أوروبا كثير من المعارضين للعقوبات وتأمل روسيا في إقناع الأوروبيين بالتراجع عن اتخاذ تدابير جذرية». وأضافت أن «الولايات المتحدة لم تحقق هدفها الذي يقضي بتشكيل جبهة مشتركة من الغرب ضد روسيا. التباينات مستمرة وستواصل موسكو القيام بمحاولات لاستخدامها». وقرر الاتحاد الأوروبي من جهة ثانية استهداف «كيانات»، بعضها روسية، متهمة بأنها تقدم دعما «ماديا وماليا» للتحركات التي تهدد أو تنسف سيادة أوكرانيا، لكن لائحته المحددة لن تكتمل قبل نهاية يوليو (تموز) الحالي، حسبما ذكر مصدر دبلوماسي. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان «نشعر بالأسف لانسياق الاتحاد الأوروبي وراء ابتزاز الإدارة الأميركية خلافا لمصالحه».



سوناك: سنجعل صناعة الدفاع في بريطانيا متأهبة للحرب

سوناك وستولتنبرغ بمؤتمر صحافي مشترك في وارسو اليوم (أ.ب)
سوناك وستولتنبرغ بمؤتمر صحافي مشترك في وارسو اليوم (أ.ب)
TT

سوناك: سنجعل صناعة الدفاع في بريطانيا متأهبة للحرب

سوناك وستولتنبرغ بمؤتمر صحافي مشترك في وارسو اليوم (أ.ب)
سوناك وستولتنبرغ بمؤتمر صحافي مشترك في وارسو اليوم (أ.ب)

قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، اليوم (الثلاثاء)، إنه سيجعل صناعة الدفاع في بلده على أهبة الاستعداد للحرب، معلنا عن تمويل إضافي طويل الأجل بقيمة 10 مليارات جنيه إسترليني (12.43 مليار دولار) مخصص للذخائر في ضوء الحرب الدائرة في أوكرانيا.

وصرح سوناك في مؤتمر صحافي في بولندا، متحدثا إلى جانب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، «سنجعل صناعة الدفاع في المملكة المتحدة على أهبة الاستعداد للحرب. أحد الدروس الأساسية المستفادة من الحرب في أوكرانيا هو أننا بحاجة إلى مخزونات أكبر من الذخائر وأن تتمكن الصناعة من إعادة ملئها بسرعة أكبر».

وكان سوناك قد حذر في وقت سابق من وجود تهديد متزايد للأمن العالمي، لكنه استطرد قائلا: «يجب ألا نبالغ في تقدير الخطر. نحن لسنا على شفا حرب، ولا نسعى إليها».


أوكرانيا: روسيا ستقصف أماكن غير متوقعة من الجبهة خلال الصيف

جنود في الجيش الروسي (أ.ب)
جنود في الجيش الروسي (أ.ب)
TT

أوكرانيا: روسيا ستقصف أماكن غير متوقعة من الجبهة خلال الصيف

جنود في الجيش الروسي (أ.ب)
جنود في الجيش الروسي (أ.ب)

قال قائد الحرس الوطني الأوكراني اليوم الثلاثاء إن القوات الروسية ستقصف قطاعات غير متوقعة من الجبهة عندما تشن هجوما واسعا في الصيف على الأراضي الأوكرانية وقد تحاول التقدم نحو مدينة خاركيف بشمال شرق البلاد.

وبحسب «رويترز»، أضاف أولكسندر بيفنينكو أن ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا تعرضت للقصف بالصواريخ والطائرات المسيرة في الأسابيع القليلة الماضية، لكن القوات الأوكرانية ستكون مستعدة لإحباط أي هجوم.

وقال بيفنينكو لموقع «ليغا دوت نت» الإخباري الأوكراني: «نتخذ استعداداتنا، سيفاجئنا العدو بما لا يسرنا، سيعمل في مناطق لا نتوقعها، لكنه لن يحقق هدفه».

وتتقدم روسيا ببطء في الشرق، ولكن أوكرانيا في انتظار المساعدات العسكرية الأميركية التي من المتوقع الموافقة عليها أخيرا هذا الأسبوع ووصولها قريبا إليها، ما يخفف النقص الحاد في الذخيرة وقدرات الدفاعات الجوية الأوكرانية.

ويتوقع مسؤولون أوكرانيون هجوما روسيا في أواخر الربيع أو خلال الصيف، ويعتقدون أن موسكو تريد الاستيلاء على بلدة تشاسيف يار الشرقية ذات الأهمية الاستراتيجية بحلول التاسع من مايو (أيار) بالتزامن مع ذكرى يوم النصر السوفياتي في الحرب العالمية الثانية.


استدعاء نائبة فرنسية بسبب «تمجيد الإرهاب»

 ماتيلد بانو (أ.ف.ب)
ماتيلد بانو (أ.ف.ب)
TT

استدعاء نائبة فرنسية بسبب «تمجيد الإرهاب»

 ماتيلد بانو (أ.ف.ب)
ماتيلد بانو (أ.ف.ب)

أعلنت ماتيلد بانو رئيسة الكتلة النيابية لحزب «فرنسا الأبيّة» (يسار راديكالي) في البرلمان الفرنسي عن قيام الشرطة باستدعائها في تحقيق على خلفية «تمجيد الإرهاب» فُتح إثر بيان نشرته الكتلة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) يوم تنفيذ حركة «حماس» هجوماً غير مسبوق على إسرائيل.

وقالت بانو في بيان: «هي المرّة الأولى في تاريخ الجمهورية الخامسة التي يتمّ فيها استدعاء رئيسة لكتلة من المعارضة في الجمعية الوطنية لسبب بهذه الخطورة».

وتابعت: «أحذّر علناً من هذا الاستغلال الخطير للقضاء بهدف كمّ الأصوات السياسية المعبّر عنها».

في السابع من أكتوبر، نشرت الكتلة البرلمانية لحزب «فرنسا الأبيّة» نصّاً وازن بين هجوم «حماس» بعدّه «هجوماً مسلّحاً لقوّات فلسطينية» و«تشديد سياسة الاحتلال الإسرائيلي» في الأراضي الفلسطينية.

وأتى إعلان بانو بعد أربعة أيّام من كشف ريما حسن المرشّحة للانتخابات الأوروبية على قائمة «فرنسا الأبيّة»، تلقّيها مذكّرة استدعاء من الشرطة القضائية على خلفية «تمجيد الإرهاب».

وقالت حسن في تصريحات لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعدّ أنه ما من لوم يلقى عليّ، فلطالما توجّهت بالنقد إلى حماس وأسلوب عملها الإرهابي وإلى إسرائيل على السواء».

ويندّد حزب «فرنسا الأبيّة» باستغلال القضاء لمصالح خاصة، مؤكّداً أن السلطات تجعله يدفع ثمن دعمه للفلسطينيين وتوصيفه الوضع في غزة بـ«الإبادة الجماعية».

والأسبوع الماضي، ألغيت ندوتان لمؤسس الحزب جان - لوك ميلانشون حول الوضع في الشرق الأوسط في مدينة ليل، في خطوة عدّها الأخير «استغلالاً للسلطة في جمهورية الموز».

وعقّب على استدعاء بانو بوصفه «حدثاً غير مسبوق» الهدف منه «التستّر على إبادة جماعية».


حكومة سوناك تمرر «خطة رواندا» وتصرّ على تنفيذها رغم التنديدات

أشخاص يُعتقد أنهم مهاجرون ينزلون من زورق إنقاذ في ميناء دوفر الثلاثاء (رويترز)
أشخاص يُعتقد أنهم مهاجرون ينزلون من زورق إنقاذ في ميناء دوفر الثلاثاء (رويترز)
TT

حكومة سوناك تمرر «خطة رواندا» وتصرّ على تنفيذها رغم التنديدات

أشخاص يُعتقد أنهم مهاجرون ينزلون من زورق إنقاذ في ميناء دوفر الثلاثاء (رويترز)
أشخاص يُعتقد أنهم مهاجرون ينزلون من زورق إنقاذ في ميناء دوفر الثلاثاء (رويترز)

بدأت بريطانيا، الثلاثاء، تعدّ العدّة لاحتجاز لاجئين في خلال أيّام قبل ترحيلهم إلى رواندا، بموجب خطّة مثيرة للجدل اعتمدها البرلمان ليل الاثنين - الثلاثاء، وقوبلت بانتقادات لاذعة من الأمم المتحدة ومجموعات حقوقية.

وبعد نزاع حاد بين غرفتي البرلمان البريطاني استمرّ حتى ساعة متأخّرة من ليل الاثنين، أُقرّ القانون الجديد الذي يعدّ من المشاريع الرئيسية للحكومة المحافظة في سعيها إلى احتواء الهجرة غير النظامية.

سوناك في مؤتمر صحافي مؤكداً نية حكومته تنفيذ خطة الترحيل إلى رواندا الاثنين (أ.ب)

وينصّ التشريع على إرسال طالبي اللجوء الوافدين إلى بريطانيا من دون وثائق الدخول اللازمة إلى رواندا، حيث من المرتقب النظر في طلباتهم والسماح لهم، في حال حصلوا على الموافقة، بالبقاء في رواندا.

وكشف رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، أنه من المرتقب أن تبدأ عمليات الترحيل في خلال 10 إلى 12 أسبوعاً مع احتجاز المهاجرين المقرّر إرسالهم في الرحلة الأولى اعتباراً من هذا الأسبوع. وقال الاثنين: «حالما يتمّ تمرير القانون... سوف نباشر بإجلاء هؤلاء الذين اختيروا للرحلة الأولى». أضاف: «حضّرنا لاحتجاز الأشخاص خلال الاستعداد لترحيلهم. وزدنا قدرتنا على استيعاب المحتجزين».

وأشادت رواندا باعتماد الخطّة، مؤكّدة أنها تتطلّع «لاستقبال من سيعاد توطينهم» في أراضيها.

إعادة النظر

غير أن الأمم المتحدة دعت بريطانيا إلى إعادة النظر في خطّتها التي من شأنها أن تهدّد سيادة القانون، وتشكّل «سابقة خطرة في العالم».

وحضّ المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، والمفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، حكومة بريطانيا على «اتخاذ إجراءات عملية لمواجهة التدفقات غير النظامية للاجئين والمهاجرين، تقوم على التعاون الدولي واحترام القانون الإنساني الدولي».

وقال فولكر تورك إن «هذا التشريع الجديد يقوّض بدرجة كبيرة سيادة القانون في بريطانيا ويشكّل سابقة خطرة في العالم»، مشيراً إلى أنه ينقل المسؤولية الواجبة إزاء اللاجئين، ويضيّق صلاحيات المحاكم البريطانية، ويخفّض من فرص اللجوء إلى الطعون القضائية، ويحدّ من نطاق الحمايات الوطنية والدولية لحقوق الإنسان.

أشخاص يُعتقد أنهم مهاجرون ينزلون من زورق لقوة الحدود البريطانية في ميناء دوفر الثلاثاء (رويترز)

وصرّح فيليبو غراندي في البيان أن «حماية اللاجئين تقتضي أن تلتزم كلّ البلدان - وليس فحسب تلك المجاورة لمناطق الأزمات - باحترام واجباتها. ويرمي هذا التدبير إلى نقل واجب المسؤولية عن حماية اللاجئين، مقوّضاً بذلك التعاون الدولي، ومحدثاً سابقة عالمية مقلقة».

ومن شأن هذا النصّ القانوني، في حال «تنفيذه» أن «يفسح المجال أمام إرسال طالبي اللجوء، بمن فيهم العائلات مع أولاد، بإجراءات موجزة إلى رواندا لتقديم طلبات اللجوء، مع انعدام آفاق العودة إلى بريطانيا».

ودعا مجلس أوروبا بدوره الحكومة البريطانية إلى العدول عن قرارها، علماً أن البلد عضو في المجلس الذي يضم 46 دولة، ويسهر على حُسن تطبيق الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.

وطالب مفوض حقوق الإنسان في مجلس أوروبا، مايكل أوفلارتي، بـ«الامتناع عن الترحيل بموجب خطّة رواندا، والعدول عن انتهاك استقلالية القضاء الذي يشكّله مشروع القانون هذا».

أشخاص يُعتقد أنهم مهاجرون على رصيف ميناء دوفر الثلاثاء (رويترز)

وذكّر أوفلارتي أنه لا يحقّ لبريطانيا، بموجب المادة الثالثة من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، ردّ طالبي لجوء إلى بلدانهم الأصلية، حتّى بطريقة غير مباشرة عبر بلد ثالث.

غير أن النصّ «يحرم الأفراد من فرصة اللجوء إلى المحاكم البريطانية بشأن مسألة إعادتهم»، بحسب المفوض الأوروبي الذي عدّ أنه «يحظر صراحة على المحاكم البريطانية تقييم مدى خطورة قيام رواندا بترحيل الأشخاص إلى بلدان أخرى وتقويم إجراءات اللجوء في رواندا من حيث الإنصاف وأصول العمل».

في يونيو (حزيران) 2022 أوقفت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في اللحظة الأخيرة الرحلة الأولى المقرّرة من لندن إلى رواندا.

وفي أواخر 2023، قال سوناك إنه لن يدع «محكمة أجنبية» تمنع الرحلات إلى رواندا.

خطّة مكلفة

تخضع حكومة سوناك الذي من المُتوقّع أن يهزم حزبه في الانتخابات العامة المقرّرة بنهاية السنة، لضغوط متزايدة للحدّ من الأعداد القياسية للمهاجرين الذين يعبرون المانش بزوارق صغيرة من فرنسا، لا سيّما بعدما تعهّد «حزب المحافظين» بالصرامة إثر الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.

وتفيد تقديرات المكتب الوطني لمراجعة الحسابات بأنّ ترحيل أول 300 مهاجر سيكلّف المملكة المتحدة 540 مليون جنيه إسترليني (665 مليون دولار) أي ما يعادل حوالي مليوني جنيه إسترليني لكل شخص.

ولم يُرسل أي مهاجر إلى رواندا حتى اللحظة بموجب الخطّة التي ما زال ينبغي لرئيس الدولة الملك تشارلز الثالث أن يصدّق عليها لتدخل حيّز التنفيذ.

وبينما تعد رواندا التي تضم 13 مليون نسمة من البلدان الأفريقية الأكثر استقراراً، إلا أن مجموعات حقوقية تتهم رئيسها بول كاغامي بالحكم في ظل مناخ من الترهيب والقمع.

وما زال من الممكن الطعن في هذه الخطّة أمام القضاء. وحذّر خبراء حقوقيون من ارتداداتها السلبية على الخطوط الجوية والهيئات الناظمة للطيران التي قد تعدّ مقصّرة في واجب حماية حقوق الإنسان في حال شاركت في عمليات الترحيل.


مجلس الشيوخ الأميركي سيصوت بأغلبية كبيرة على مشروع قانون المساعدات لأوكرانيا

بايدن مع زيلينسكي (أ.ب)
بايدن مع زيلينسكي (أ.ب)
TT

مجلس الشيوخ الأميركي سيصوت بأغلبية كبيرة على مشروع قانون المساعدات لأوكرانيا

بايدن مع زيلينسكي (أ.ب)
بايدن مع زيلينسكي (أ.ب)

يصوت مجلس الشيوخ الأميركي، الثلاثاء، على النسخة الموحدة من مشروع القانون الذي صوّت عليه، السبت الماضي مجلس النواب لمساعدة أوكرانيا وإسرائيل وتايوان بما قيمته 95 مليار دولار. ومن المتوقع أن يكون الدعم في مجلس الشيوخ ساحقاً، ويحظى بتأييد الحزبين، علماً أن الرئيس الأميركي جو بايدن دعا المشرعين إلى إقرار النص بسرعة؛ حتى يتمكن من توقيعه ليصبح قانوناً.

ميتش ماكونيل زعيم الأقلية

وقال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، السيناتور الديمقراطي تشاك شومر، «إلى أصدقائنا في أوكرانيا، وإلى حلفائنا في (الناتو)، وإلى حلفائنا في إسرائيل وإلى المدنيين في جميع أنحاء العالم الذين يحتاجون إلى المساعدة: كونوا مطمئنين». وأضاف أن «أميركا ستفي بالوعد مرة أخرى»، عادّاً إقرار مجلس النواب للتشريع بأنه «لحظة فاصلة للدفاع عن الديمقراطية».

السيناتور تشاك شومر زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي (أ.ب)

ورغم ذلك، يتوقع أن يعارض بعض الجمهوريين المتشددين الذين يعارضون الاستمرار في إرسال المساعدات إلى أوكرانيا، وكذلك بعض الديمقراطيين الليبراليين، الذين قالوا إنهم لا يستطيعون تأييد إرسال مزيد من الأسلحة الهجومية إلى إسرائيل التي أدت إلى مقتل عشرات آلاف الأشخاص في غزة، وصنعت أزمة جوع.

حزمة كبيرة من العتاد

في هذا الوقت، نقلت وسائل الإعلام الأميركية عن مسؤولين قولهم إن إدارة بايدن، تستعد لتقديم حزمة أكبر من المعتاد من المساعدات العسكرية لكييف، والتي ستشمل مركبات مدرعة، بالإضافة إلى المدفعية والدفاعات الجوية التي تشتد حاجة أوكرانيا إليها، وفقاً لمسؤولين أميركيين.

الجمهوري مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأميركي (رويترز)

وبينما قال المسؤولون إن مسؤولي وزارة الدفاع ما زالوا يضعون اللمسات الأخيرة على الشريحة الجديدة، لكنهم يريدون أن تكون جاهزة للتسليم، بعد وقت قصير من توقيع الرئيس بايدن على مشروع القانون الذي يتيح تقديم أكثر من 60 مليار دولار إضافية لكييف. وسوف تذهب هذه الأموال نحو تجديد مخزون البنتاغون المقدم إلى كييف، فضلاً عن إرسال أسلحة ومعدات جديدة.

المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر (أ.ب)

وهددت روسيا بتعزيز الهجمات على أوكرانيا رداً على تقديم مساعدات عسكرية جديدة للحكومة في كييف. وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قال، الثلاثاء، خلال اجتماع مع كبار المسؤولين العسكريين: «سوف نزيد حدة الهجمات على المراكز اللوجيستية وقواعد تخزين الأسلحة الغربية في أوكرانيا». وأضاف أن روسيا سوف تعزز قواتها المسلحة و«إنتاج الأسلحة الأكثر طلباً والمعدات العسكرية» رداً على دعم أميركا وحلفائها لأوكرانيا.

وقال المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر للصحافيين، الاثنين، إن وزارة الدفاع مستعدة للبدء في تقديم القدرات العسكرية اللازمة لأوكرانيا، عادّاً أن تقديم المساعدات سيجعل الولايات المتحدة وحلفاءها وشركاءها أكثر أماناً. وأضاف رايدر أن ذلك، «يقدم دليلاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن افتراضه أن المجموعة التي تدعم أوكرانيا في حربها ضد الغزو الروسي سوف تنهار، كان خاطئاً تماماً».

ونقلت صحيفة «بوليتيكو» عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الحزمة التي تعمل عليها وزارة الدفاع ستكون أكبر كثيراً من الدفعة الأخيرة البالغة 300 مليون دولار، والتي سلمتها واشنطن، الشهر الماضي. وستشمل مركبات مدرعة، بينها مركبات «برادلي» القتالية وعربات «هامفي» وناقلات جند مدرعة «إم 113» قديمة، بالإضافة إلى الصواريخ وقذائف المدفعية والدفاعات الجوية.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يؤدي النشيد الوطني خلال حفل توزيع جوائز لجنود في كييف الاثنين (أ.ف.ب)

وفي مكالمة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم الاثنين، تعهد بايدن بتقديم «حزم مساعدة أمنية جديدة كبيرة بسرعة لتلبية حاجات أوكرانيا الملحة في ساحة المعركة والدفاع الجوي» بمجرد توقيع المساعدة الجديدة لتصبح قانوناً. وقالت سيليست فالاندر، مساعدة وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي، للمشرعين أخيراً، إن وزارة الدفاع تخطط لنقل المساعدات «في غضون أسبوع أو أسبوعين» بعد الموافقة عليها.

60 مستشاراً أميركياً

وبالإضافة إلى المساعدات، تدرس الولايات المتحدة إرسال ما يصل إلى 60 مستشاراً عسكرياً إلى كييف لتسهيل عمليات نقل الأسلحة، من غير أن ينخرطوا في أي دور قتالي.

جنديان أوكرانيان على حدود باخموت (أ.ب)

وقد حذر كبار المسؤولين الأميركيين أخيراً من أن روسيا تكتسب زخماً مع نفاد ذخيرة القوات الأوكرانية على الخطوط الأمامية، وقد تتفوق القوات الروسية عليها قريباً في العتاد، بنسبة 10 إلى 1 تقريباً في قذائف المدفعية. وقال مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز للمشرعين، الأسبوع الماضي، إنه دون أسلحة أميركية جديدة فإن أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية العام.

وبعيداً من استعادة الأراضي المفقودة، تخوض القوات الأوكرانية معركة يائسة للحفاظ على أراضيها، حيث تركز روسيا هجومها الأخير على بلدة تشاسيف يار الشرقية في منطقة دونيتسك المحتلة جزئياً.

وفي مقابلة مع شبكة «إن بي سي»، أشار الرئيس الأوكراني زيلينسكي إلى أن بلاده قد أضاعت وقتاً ثميناً في أثناء انتظار إقرار الكونغرس المساعدات. وأضاف: «العملية متوقفة منذ نصف عام، وتكبدنا خسائر في عدة اتجاهات في الشرق». وقال: «كان الأمر صعباً جداً، وفقدنا المبادرة هناك»... «الآن لدينا كل الفرصة لتحقيق استقرار الوضع، وأخذ زمام المبادرة، ولهذا السبب نحتاج إلى امتلاك أنظمة الأسلحة بالفعل».

ارتياح أوروبي

وحذر مشرعون أميركيون، زار بعضهم أوكرانيا في وقت سابق من هذا الشهر، من «التهديد الضمني الشامل الذي سيواجه بقية أوروبا إذا سُمح لروسيا بتعزيز مكاسبها الإقليمية في أوكرانيا». وقالوا إن «ابتلاع روسيا حقول الغاز والثروات المعدنية غير المستغلة في أوكرانيا، من شأنه أن يمنح موسكو «طريقاً واضحاً» إلى قلب أوروبا.

وفي أوروبا، لاقى تصويت مجلس النواب على تقديم المساعدات لأوكرانيا ترحيباً من أنصارها. وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك على مواقع التواصل الاجتماعي: «أن تأتي متأخراً خير من أن تأتي بعد فوات الأوان»... «آمل ألا يكون الوقت قد فات بالنسبة لأوكرانيا».

سوناك وستولتنبرغ بمؤتمر صحافي مشترك في وارسو الثلاثاء (أ.ب)

ذكرت وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا) أن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك سيتعهد بتقديم حزمة قياسية من المساعدات العسكرية لأوكرانيا في أثناء وجوده في وارسو وبرلين للقاء قادة بولندا وألمانيا وحلف شمال الأطلسي (ناتو). وأضافت الوكالة أن سوناك في إطار تحذيره من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «لن يتوقف عند الحدود البولندية» إذا لم يجرِ إحباط هجومه على أوكرانيا، سيعلن عن 500 مليون جنيه إسترليني (617 مليون دولار) كتمويل عسكري إضافي وأكبر تبرع بريطاني على الإطلاق بالمعدات الرئيسية. وستكون المحطة الأولى في جولته في العواصم الأوروبية، الثلاثاء، إلى بولندا المجاورة لأوكرانيا، حيث من المقرر أن يناقش التعاون الأمني، ودعم كييف في اجتماعات مع رئيس الوزراء البولندي الجديد دونالد توسك والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ. وسيسافر سوناك بعد ذلك إلى ألمانيا لإجراء محادثات فردية مع المستشار أولاف شولتس، يوم الأربعاء.

وقال محللون أميركيون، إن إعادة تنشيط الجيش الأوكراني، قد تمكنه من اختراق الخطوط الروسية في نقطة حاسمة واحدة، والعمل على تطويق القوات الروسية وعزلها غرب ممر الاختراق هذا. وكتب مايكل أوهانلون في صحيفة «واشنطن بوست» قائلاً: «مع 60 مليار دولار أخرى من المساعدات الأميركية، وزيادة في التجنيد، ودفع عسكري عبر جزء صغير من خط المواجهة، قد يكون لدى أوكرانيا فرصة، في أواخر هذا العام أو أوائل العام المقبل، لتحرير نصف أو أكثر من أراضيها المحتلة». وأضاف: «الاحتمالات صعبة، لكنها ليست ميؤوساً منها».


لندن: سيطرة روسيا على قرية في دونيتسك تهدد مناطق رئيسية بشرق أوكرانيا

جندي تابع للواء المدفعية المنفصل «1148» من القوات الجوية الأوكرانية يُعد مدفع «هاوتزر» لإطلاق النار على القوات الروسية في منطقة دونيتسك (رويترز)
جندي تابع للواء المدفعية المنفصل «1148» من القوات الجوية الأوكرانية يُعد مدفع «هاوتزر» لإطلاق النار على القوات الروسية في منطقة دونيتسك (رويترز)
TT

لندن: سيطرة روسيا على قرية في دونيتسك تهدد مناطق رئيسية بشرق أوكرانيا

جندي تابع للواء المدفعية المنفصل «1148» من القوات الجوية الأوكرانية يُعد مدفع «هاوتزر» لإطلاق النار على القوات الروسية في منطقة دونيتسك (رويترز)
جندي تابع للواء المدفعية المنفصل «1148» من القوات الجوية الأوكرانية يُعد مدفع «هاوتزر» لإطلاق النار على القوات الروسية في منطقة دونيتسك (رويترز)

أعلنت روسيا أن قواتها سيطرت على قرية نوفوميخيليفكا الواقعة على مسافة 40 كيلومتراً جنوب غربي مدينة دونيتسك الأوكرانية في ثاني تقدم تعلنه خلال يومين، لكن الجيش الأوكراني قال إنه لا يزال يسيطر على القرية.

وعبَّرت لندن عن قلقها جراء سيطرة روسيا على القرية في شرق أوكرانيا، وقالت إن ذلك قد يهدد بلدة فولهيدار الرئيسية في الإقليم. وقالت تقارير استخباراتية عسكرية بريطانية، الثلاثاء، إن القوات الروسية تمكنت، الاثنين، من السيطرة بشكل كامل على القرية الواقعة في منطقة دونيتسك التي تشهد فيها معارك ضارية منذ أسابيع.

مدفع أوكراني ذاتي الحركة يطلق قذيفة باتجاه مواقع روسية (أرشيفية - أ.ف.ب)

وفي تحديثها الاستخباري اليومي المنشور على منصة «إكس» (تويتر سابقاً)، قالت وزارة الدفاع البريطانية إن الوضع في نوفوميخيليفكا «يُظهر التقدم البطيء، ولكن التدريجي، الذي تحرزه القوات الروسية».

جدير بالذكر أن مزيداً من التقدم شمال فولهيدار، من شأنه أن يهدد موقع أوكرانيا في البلدة، التي تعد معقلاً رئيسياً، «وقد تسببت في تكبد القوات البرية الروسية خسائر فادحة جداً بين صفوفها». ووفق مصادر عسكرية أوكرانية، فقد نشرت روسيا 30 ألف جندي خلال العملية. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان، الاثنين، كما نقلت عنها «رويترز»، إن قواتها الجنوبية سيطرت بالكامل على نوفوميخيليفكا، «وحسنت الوضع التكتيكي على جبهة القتال».

لكن يفهين شماتاليوك، قائد اللواء 79 للهجوم البرمائي الأوكراني، الذي يقاتل على خط المواجهة في دونيتسك، قال إن قواته تسيطر على 15 إلى 20 في المائة من القرية، في حين أن بقيتها تحت «سيطرة النيران» الأوكرانية. وأضاف في مقابلة مع هيئة الإذاعة العامة الأوكرانية نُشرت على صفحة اللواء على «فيسبوك»: «لن نتحرك في أي مكان سوى الأمام».

وأفادت روسيا، الأحد، بأنها سيطرت على قرية بوهدانيفكا الواقعة إلى الشمال. وتقع بوهدانيفكا شمال شرقي تشاسيف يار، وهي بلدة استراتيجية على أرض مرتفعة يمكن أن تفتح الطريق أمام روسيا للتقدم في كثير من «المدن الحصينة» في شرق أوكرانيا في حال الاستيلاء عليها.

وإذا تأكدت المكاسب الروسية فسيسلط ذلك الضوء أكثر على ضرورة تلقي أوكرانيا مساعدات عسكرية أميركية جديدة تزيد قيمتها على 60 مليار دولار بشكل عاجل بعد أن وافق عليها مجلس النواب الأميركي، يوم السبت. ومن المقرر أن تحصل على موافقة مجلس الشيوخ، ويوقع عليها الرئيس الأميركي جو بايدن، هذا الأسبوع.

وحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، واشنطن على سرعة إقرار مشروع القانون، والمضي قدماً في النقل الفعلي للأسلحة، وقال إن الأولوية القصوى هي للأسلحة ذات التأثير طويل المدى وأنظمة الدفاع الجوي. وقال الكرملين، الاثنين، إن المساعدات العسكرية الأميركية الجديدة لن تغير الوضع على جبهة القتال.

ومن جانب آخر قال مسؤولون عسكريون أوكرانيون في وقت مبكر من الثلاثاء إن روسيا شنت هجوماً بطائرات مسيرة على أوكرانيا بما في ذلك العاصمة كييف.

وأُصيب 9 أشخاص بينهم 4 أطفال بجروح في مدينة أوديسا الساحلية بجنوب أوكرانيا جراء هجوم ليلي روسي بطائرات مسيّرة، وفق ما أعلن حاكم المنطقة أوليغ كيبر، الثلاثاء. وقال كيبر على «تلغرام» إن الضربة الروسية على أوديسا «ألحقت أضراراً بمبانٍ سكنية»، وتسببت في نشوب حريق.

وتتعرض مدينة أوديسا الواقعة على البحر الأسود ومنطقتها لهجمات متواصلة منذ بداية الغزو الروسي قبل عامين. وفي منتصف مارس (آذار)، قُتل 20 شخصاً، وجُرح 70 في إحدى أعنف الهجمات الصاروخية الروسية على أوديسا.

وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن روسيا أطلقت ما مجموعه 16 طائرة مسيرة هجومية على أوكرانيا فضلاً عن صاروخين باليستيين قصيري المدى من طراز «إسكندر». وذكرت القوات الجوية على «تلغرام» أن أنظمة الدفاع الجوي دمرت 15 طائرة مسيرة فوق منطقتي أوديسا وميكوليف بجنوب أوكرانيا ومنطقة تشيركاسي بوسط البلاد ومنطقة العاصمة كييف، لكنها لم تفصح عن مصير الصاروخين.

وقال سيرهي بوبكو رئيس الإدارة العسكرية للعاصمة على تطبيق «تلغرام إنه تم تدمير جميع الطائرات المسيرة التي أطلقتها روسيا على كييف، مضيفا أنه لم ترد تقارير عن وقوع أضرار أو إصابات نتيجة الهجوم. وصرح حاكم ميكولايف فيتالي كيم على تطبيق تيليجرام أيضا، إن حطام طائرة مسيرة ألحق أضرارا بمبنى بنية تحتية تجارية.

والأسبوع الماضي، أعلنت أوكرانيا إسقاط قاذفة صواريخ استراتيجية من طراز «كاي اتش-22» (Kh-22)، تستخدمها روسيا غالباً، وخصوصاً ضد أوديسا.

وتأمل كييف أن يؤدي تدمير القاذفة إلى تخفيف الضغط الروسي عن هذه المدينة التي كان يقطنها أكثر من مليون نسمة قبل الغزو.

منطقة بيلغورود الروسية الحدودية تعرضت لهجوم بمسيرات أوكرانية (أ.ب)

وبدورها، قالت سلطات منطقة بيلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا إن 120 مدنياً قُتلوا بالمنطقة في هجمات أوكرانية، وأصيب 651 آخرون منذ بدء الحرب قبل أكثر من عامين. وتعرضت مدينة بيلغورود لهجمات متكررة من قبل المدفعية والطائرات المسيرة وجهات تعمل بالوكالة لصالح أوكرانيا خلال العام الماضي.

وقال فياتشيسلاف جلادكوف حاكم منطقة بيلغورود إن من بين القتلى 11 طفلاً، كما أصيب 51 طفلاً بعضهم بُترت أطرافهم. وأضاف جلادكوف في رسالة بالفيديو على تطبيق «تلغرام»: «الوضع صعب جداً. الهجمات مستمرة. الناس ما زالوا يموتون»، ودعا المواطنين إلى توخي الحذر خلال احتفالات عيد القيامة الأرثوذكسي في الخامس من مايو (أيار).

صواريخ روسية تنطلق من بيلغورود باتجاه خاركيف (أ.ف.ب)

وتنفي كييف استهداف المدنيين، وتقول إن لها الحق في مهاجمة روسيا، لكن المسؤولين الأميركيين يشعرون بالقلق من أن الهجمات على الأراضي الروسية قد تؤدي إلى تصعيد الحرب. وقد حاول وكلاء أوكرانيا مراراً وتكراراً اختراق الحدود، والتوغل في بيلغورود. وتقول روسيا إن استخدام الأسلحة الغربية لمهاجمة بيلغورود يظهر أن الغرب طرف في الحرب التي أسفرت عن مقتل وجرح عدة آلاف من الجنود. ولم تعلن روسيا ولا أوكرانيا أرقام الضحايا بين القوات.


بسبب مخاوف أمنية... روسيا تلغي مسيرة في ذكرى الحرب العالمية الثانية

صورة عامة للعاصمة موسكو (أرشيفية- رويترز)
صورة عامة للعاصمة موسكو (أرشيفية- رويترز)
TT

بسبب مخاوف أمنية... روسيا تلغي مسيرة في ذكرى الحرب العالمية الثانية

صورة عامة للعاصمة موسكو (أرشيفية- رويترز)
صورة عامة للعاصمة موسكو (أرشيفية- رويترز)

ألغت روسيا مسيرة شعبية في موسكو لإحياء ذكرى ضحايا الحرب العالمية الثانية، للعام الثاني توالياً، بسبب مخاوف أمنية، وفق ما أعلن مسؤولون.

وينظم الروس منذ أكثر من عقد في جميع المدن تقريباً مسيرات في 9 مايو (أيار) من كل عام؛ حيث يحملون صور أقاربهم الذين قُتلوا فيما تسميه روسيا «الحرب الوطنية العظمى».

وفي عهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كانت مسيرة «الفوج الخالد» على مستوى البلاد من بين الأحداث الوطنية التي يروج لها الكرملين.

وقالت يلينا تسونيايا النائبة عن حزب «روسيا الموحدة» الحاكم، وإحدى المشاركات في تنظيم المسيرات: «فيما يتعلق بالتهديدات الحالية للأمن العام، قرر المقر المركزي لـ(الفوج الخالد) عدم تنظيم مسيرة 2024 بحضور شخصي».

وبعد شن أعمال عسكرية واسعة النطاق في أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، ربطت روسيا الحرب هناك بالحرب العالمية الثانية، من خلال ادعائها أنها تحارب الفاشية.

وأعلنت السلطات في سانت بطرسبورغ أيضاً أن «مسيرة الفوج الخالد» ستقام عبر الإنترنت.

ويأتي القرار بعد تصاعد الهجمات بطائرات مُسيَّرة وصواريخ أوكرانية؛ خصوصاً في المناطق الواقعة على الحدود المشتركة بين البلدين.

كما يأتي بعد أسابيع من الهجوم الدامي الذي أعلن مسلحون مرتبطون بتنظيم «داعش» مسؤوليتهم عنه، وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 144 شخصاً في قاعة للحفلات الموسيقية، ومركز للتسوق خارج موسكو.

ونُظِّمت أولى مسيرات «الفوج الخالد» الذي خرج من رحم الحركات الشعبية في مدينة تومسك السيبيرية عام 2012، ولكن منذ ذلك الحين تبنته السلطات، وأصبح تقليداً في جميع أنحاء روسيا.

وكان بوتين قد شارك في المسيرة من قبل حاملاً صورة والده.

وحذَّرت أوكرانيا من أن القوات الروسية ستحاول الاستيلاء على مدينة تشاسيف يار المهمة في شرق أوكرانيا، قبل التاسع من مايو، عندما تحيي موسكو ذكرى انتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية.


اجتماعات المجلس الأوروبي لوزراء الخارجية والدفاع لم تتمخّض عن أي مساعدات عسكرية لأوكرانيا

جوزيب بوريل في لوكسمبورغ محبَطاً بعد اجتماعات وزراء خارجية ودفاع الاتحاد الأوروبي (إ.ب.أ)
جوزيب بوريل في لوكسمبورغ محبَطاً بعد اجتماعات وزراء خارجية ودفاع الاتحاد الأوروبي (إ.ب.أ)
TT

اجتماعات المجلس الأوروبي لوزراء الخارجية والدفاع لم تتمخّض عن أي مساعدات عسكرية لأوكرانيا

جوزيب بوريل في لوكسمبورغ محبَطاً بعد اجتماعات وزراء خارجية ودفاع الاتحاد الأوروبي (إ.ب.أ)
جوزيب بوريل في لوكسمبورغ محبَطاً بعد اجتماعات وزراء خارجية ودفاع الاتحاد الأوروبي (إ.ب.أ)

رغم اعترافهم بالضرورة الملحّة لتسريع تقديم المساعدات الحربية لأوكرانيا، والنداءات المتكررة التي أطلقها الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بورّيل، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى الدول الأعضاء في الاتحاد لتزويد القوات الأوكرانية بالذخائر والمنظومات المضادة للصواريخ، لم تتمخّض اجتماعات المجلس الأوروبي لوزراء الخارجية والدفاع في لوكسمبورغ عن أي إعلان محدد بهذا الشأن.

حجة لحبيب وزيرة خارجية بلجيكا مع منسّق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في لوكسمبورغ (إ.ب.أ)

ولم يتردد بورّيل في نهاية المناقشات، التي استمرّت حتى ساعة متأخرة من ليل الاثنين، في الإعراب عن إحباطه إزاء عدم توصل الدول الأعضاء إلى التزام واضح بشأن هذه المساعدات، وقال: «يؤسفني القول إنه لا توجد لدينا صواريخ باتريوت في بروكسل، وهي موجودة في عواصم الدول التي تملك القرار»، ثم أضاف: «عاد الوزراء إلى عواصمهم وهم على بيّنة من الطلبات التي تقدمت بها أوكرانيا، ومن احتياجاتها، وأنا على أمل أنهم سيتخذون القرار المناسب».

وأكدت مصادر دبلوماسية مطّلعة أن المناقشات المطوَّلة التي دارت في المجلس الاستثنائي أظهرت مؤشرات إيجابية واضحة حول استعداد الدول الأعضاء لتسريع إرسال المساعدات، لكن من غير تحديد مواعيد لإرسالها أو نوعيتها وكمياتها في الوقت الذي تُكرر السلطات الأوكرانية منذ أسابيع أن الحرب تتجه إلى خسارة في حال عدم وصول هذه المساعدات بسرعة.

من جهته قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس: «إن ثمة توافقاً تاماً بين الدول الأعضاء على ضرورة مواصلة تقديم الدعم لأوكرانيا للدفاع عن حريتها وديمقراطيتها، وأن تحصل على المساعدة العسكرية والموارد المالية اللازمة».

اجتماع وزراء خارجية ودفاع الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ أمس (د.ب.أ)

وعزت مصادر دبلوماسية عدم صدور التزام محدَّد من المجلس الأوروبي بشأن تقديم المساعدات لأوكرانيا إلى أجواء الارتياح التي سادت عواصم الاتحاد بعد موافقة الكونغرس الأميركي، نهاية الأسبوع الفائت، على حزمة المساعدات بقيمة 61 مليار إلى أوكرانيا، مما يشكّل تخفيفاً كبيراً للأعباء الأوروبية التي كانت قد بدأت تنعكس على مواقف بعض الدول الأعضاء لمواصلة تقديم الدعم الحربي والمادي لأوكرانيا. وأعربت هذه المصادر عن خشيتها من أن يؤدي الإفراج عن المساعدات الأميركية الموعودة إلى تلكؤ الشركاء الأوروبيين في بذل مزيد من الجهود لتقديم مساعدات إضافية من الترسانات الوطنية التي ما زال عدد كبير منها يواجه نقصاً في الذخائر.

وكان لافتاً في مناقشات المجلس الأوروبي أن ألمانيا، التي ما زالت تقاوم الضغوط لإرسال صواريخ جو - أرض من طراز «تاوروس» إلى أوكرانيا، طرحت مبادرة لتسريع تقديم مساعدات من منظومات للدفاع الجوي، وأعلنت أنها سترسل إلى أوكرانيا دفعة ثالثة من صواريخ «باتريوت»، ودعت دولاً أخرى مثل إسبانيا واليونان اللتين تملكان مثل هذه المنظومات إلى الانضمام إلى مبادرتها.

منظومة باتريوت المضادة للطيران التي زوِّدت بها أوكرانيا لتعطيل فاعلية الطيران الروسي (د.ب.أ)

وقالت وزيرة الدفاع الألمانية سيمجيه مولر، إن الاجتماع أثمر تعهدات من الدول الأعضاء بمراجعة احتياطياتها لمد القوات الأوكرانية بمزيد من المساعدات. وأفادت مصادر مطلعة بأن إسبانيا ليست حالياً في وارد تزويد أوكرانيا بصواريخ «باتريوت» التي كانت نجم المناقشات في المجلس، وأن مدريد لن تتخلى في الوقت الراهن عن بطاريات باتريوت الثلاث الموجودة في تركيا على الحدود السورية. وكان وزير الخارجية الإسباني قد أعلن أن الإفصاح عن تفاصيل المساعدات الأوروبية ومواقيت تسليمها يحدّ من فاعلية هذه المساعدات وليس في مصلحة أمن أوكرانيا.

وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا يتحدث خلال اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ أمس (د.ب.أ)

من جهته قال وزير الدفاع السويدي بال جونسون، إن بلاده لا تستبعد إرسال بعض صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا، وأضاف: «لكننا نركّز في الوقت الراهن على المساعدات المالية وعلى إمكانية إرسال بطاريات صواريخ أرض - جو المحمولة السويدية». لكنّ اليونان أعربت على لسان الناطق بلسان الحكومة، عن أنها لن تتخلى عن بطاريات صواريخ «باتريوت» التي تملكها، لأن ذلك من شأنه إضعاف الدفاعات الجوية الوطنية وقدراتها على الردع، في إشارة إلى الوضع المتوتر غالباً على طول الحدود مع تركيا.

لكن فيما كان التقدم الظاهر شبه معدوم على الجبهة الأوكرانية، كان المجلس الأوروبي أسرع وأكثر حزماً في الاتفاق على توسيع دائرة العقوبات المفروضة على إيران لمنع إنتاج الصواريخ وإرسالها إلى روسيا. وقرر المجلس الأوروبي أيضاً توسيع هذه العقوبات لتشمل إرسال الصواريخ والمسيرات الإيرانية إلى الميليشيات الموالية لإيران في منطقة الشرق الأوسط، مثل: «حزب الله» في لبنان، و«الحوثيين» في اليمن، و«الحشد الشعبي» في العراق. وقال بورّيل إن هذا الاتفاق الذي يحتاج لبضعة أسابيع حتى إنجازه بالكامل، سيشمل قيوداً على تصدير المكونات الأوروبية للمُسيرات.


قضية التجسس الصيني تكبر في ألمانيا

مبنى السفارة الصينية في برلين (إ.ب.أ)
مبنى السفارة الصينية في برلين (إ.ب.أ)
TT

قضية التجسس الصيني تكبر في ألمانيا

مبنى السفارة الصينية في برلين (إ.ب.أ)
مبنى السفارة الصينية في برلين (إ.ب.أ)

لم يكد المستشار الألماني، أولاف شولتس، يعود من الصين في رحلة لتوطيد العلاقات التجارية بين الطرفين، حتى بدأت العلاقات السياسية تتوتر بعد إلقاء برلين القبض على 4 جواسيس صينيين خلال 24 ساعة فقط.

وبعد يوم من القبض على 3 ألمان اتُّهموا بالتجسس لصالح الصين ونقل تكنولوجيا تتعلق بالدفاعات البحرية، أعلن الادعاء العام الفيدرالي القبض على جاسوس رابع، هو مساعد يعمل لدى نائب ألماني في البرلمان الأوروبي. والنائب هو ماكسيميليان كراه المنتمي لحزب «البديل لألمانيا»، اليميني المتطرف في صفوف المعارضة.

ونفت بكين اتهامات برلين بالتجسس عليها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ ونبين، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية» إن الهدف من أخبار مثل هذه «محاولة تشويه سمعة الصين والتشهير بها للقضاء على جو التعاون بين الصين وأوروبا». وأضاف أن «الصين لطالما التزمت بمبدأ الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير في تعاونها مع دول العالم، بما فيها أوروبا». وقال المتحدث الصيني إنه يأمل «أن يتخلى المعنيون في ألمانيا عن نهج الحرب الباردة، ويتوقفوا عن استخدام ما يُسمى خطر التجسس للانخراط في ألاعيب سياسية مناهضة للصين».

النائب اليميني المتطرف ماكسيميليان كراه خلال جلسة للبرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الثلاثاء (أ.ب)

وكانت السلطات الألمانية ألقت القبض على المواطن الألماني، جيان ج، (43 عاماً) في مدينة دريسدن بولاية ساكسونيا في شرق ألمانيا. وقال الادعاء إن المعتقل متهم بالتجسس لصالح المخابرات الصينية، وإنه يعمل منذ عام 2019 مع نائب ألماني في البرلمان الأوروبي. أضاف الادعاء أن المتهم مرّر معلومات للمخابرات الصينية في يناير (كانون الثاني) العام الحالي تتعلق بمفاوضات وقرارات داخل البرلمان الأوروبي، وأنه تجسّس كذلك على معارضين صينيين داخل ألمانيا.

ووصفت وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، الكشف عن الجاسوس الذي يعمل في البرلمان الأوروبي بأنه «خطير للغاية»، وقالت إنه «إذا ثبتت اتهامات التجسس ضد الموظف، فهذا سيكون بمثابة اعتداء على الديمقراطية الأوروبية من الداخل». وفي إشارة إلى إمكانية محاسبة النائب الذي وظف الجاسوس، قالت فيزر إن «أي شخص يوظف شخصاً مماثلاً يتحمل كذلك مسؤولية».

ويبدو أن الجاسوس، الذي يحمل جنسية ألمانية ولكنه من أصل صيني، لديه تاريخ أبعد من ذلك، وعلى الأرجح ملف لدى المخابرات الألمانية، ما يطرح علامات استفهام حول كيفية توظيفه رغم خلفيته تلك. وتناقلت وسائل إعلام ألمانية أن جيان كان قد وصل إلى ألمانيا عام 2002 للدراسة في دريسدن، وبقي فيها للعمل بصفته رجل أعمال من ذلك الحين. وبحسب وسائل الإعلام، فإن الجاسوس الصيني «قدم نفسه» للمخابرات الألمانية قبل 10 سنوات، وطرح إمكانية تجسسه على الصين لصالح ألمانيا، ولكن المخابرات الألمانية رفضت عرضه وعدّته «غير موثوق به، وقد يكون عميلاً مزدوجاً».

الرئيس الصيني شي جينبينغ والمستشار الألماني أولاف شولتس في بكين في 16 أبريل 2024 (إ.ب.أ)

ورغم ذلك، يبدو أنه نجح في التقرب من النائب الألماني، الذي كان يعمل محامياً في دريسدن، وتعرّف الرجلان على بعضهما بعضاً من خلال عمل مشترك. وبعد فوز كراه بالانتخابات الأوروبية، ضمه إلى فريقه. وبحسب وسائل الإعلام تلك، فإن جيان رافق كراه، المعروف أصلاً بعلاقاته المثيرة للجدل مع الصين وروسيا، في رحلة إلى الصين مدفوعة الثمن كاملاً من الحكومة الصينية. ويبدو أن جيان تواصل في تلك الرحلة مع المخابرات الصينية وبدأ بالعمل لصالحها. ويروّج كراه من منصبه لمشروعات صينية في أوروبا وينتقد التشدد الأوروبي في التجارة مع الصين.

ومنذ أشهر تحاول المفوضية الأوروبية تطبيق قوانين تتعلق بالمنافسة ضد شركات صينية تتهمها بتعويم الأسواق الأوروبية؛ بهدف إلغاء المنافسة، وقبل أيام فتحت تحقيقاً في «تيك توك»، واتهمت التطبيق بالتسبب «في إدمان الشباب» عليه.

ورغم إقرار الحكومة، العام الماضي، استراتيجية جديدة للتعامل مع الصين تدعو «لتخفيف الاعتماد» على الشركات الصينية، لم تتخذ برلين أي خطوات فعلية لتقليص هذا الاعتماد، بل على العكس.

وقد زار شولتس الصين، الأسبوع الماضي، على رأس وفد من كبار رجال الأعمال الألمان، داعياً لتوسيع التعاون رغم كلامه عن ضرورة أن تكون المنافسة متساوية. وفشلت الداخلية الألمانية كذلك في دفع شركات الاتصالات الألمانية إلى تنويع اعتمادها على شركة «هواوي» الصينية لبناء شبكة «5 جي»، التي تقدم أسعاراً أقل بكثير من الشركات الأخرى المنافسة. ويأتي هذا رغم تحذير المخابرات الألمانية من أن اعتماد كثير من الصناعات الألمانية على الصين يعرّضها للانكشاف والضعف، وازدياد نشاط الاستخبارات الصينية.

وقبل يوم، اعتقلت السلطات في دوسلدورف وباد هومبورغ في غرب ألمانيا، 3 ألمان اتهمهم الادعاء بأنهم كانوا يجمعون معلومات عن تكنولوجيا متطورة، يمكن للصين أن تستخدمها في تطوير قواربها الحربية. والمعتقلون الثلاثة هم هيرويغ ف، والزوجان إينا وتوماس اللذان يعملان في شركة لتطوير التكنولوجيا العسكرية واللذان جندهما هيرويغ لنقل معلومات إليه.


ما خطة بريطانيا المثيرة للجدل لترحيل لاجئين إلى رواندا؟

ما خطة بريطانيا المثيرة للجدل لترحيل لاجئين إلى رواندا؟
TT

ما خطة بريطانيا المثيرة للجدل لترحيل لاجئين إلى رواندا؟

ما خطة بريطانيا المثيرة للجدل لترحيل لاجئين إلى رواندا؟

أقر البرلمان البريطاني ليل الاثنين - الثلاثاء مشروع قانون مثيراً للجدل يتيح للحكومة ترحيل طالبي لجوء وصلوا إلى المملكة المتحدة بطريقة غير نظامية إلى رواندا.

وتعهّد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بدء ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا في الأشهر المقبلة في إطار خطة تهدف إلى ردع المهاجرين غير النظاميين عن المجيء إلى المملكة المتحدة. فما هي هذه الخطة.

ماذا سيحدث؟

بحسب تقرير لشبكة «بي بي سي»، سيتم إرسال بعض طالبي اللجوء الذين يصلون إلى المملكة المتحدة إلى رواندا، لمعالجة طلباتهم هناك، بموجب اتفاقية مدتها خمس سنوات.

وإذا نجحوا، فيمكن منحهم وضع اللاجئ، والسماح لهم بالبقاء. أما في حال عدم نجاحهم، فيمكنهم التقدم بطلب للاستقرار في رواندا لأسباب أخرى، أو طلب اللجوء في «بلد ثالث آمن» آخر، وفق الشبكة.

ولن يتمكن أي طالب لجوء من التقدم بطلب العودة إلى المملكة المتحدة مرة أخرى.

ويرى الوزراء البريطانيون أن الخطة ستمنع الناس من الوصول إلى إنجلترا على متن قوارب صغيرة عبر القناة الإنجليزية.

عدد غير معروف

بموجب هذه السياسة، يمكن إرسال أي شخص «دخل المملكة المتحدة بشكل غير قانوني» بعد 1 يناير (كانون الثاني) 2022 إلى رواندا، من دون قيود على الأعداد.

وكان من المقرر أن تنطلق الرحلة الأولى إلى هذه الدولة الصغيرة غير الساحلية في وسط أفريقيا في يونيو (حزيران) 2022، لكن تم إلغاؤها بعد طعون قانونية. ولم يُرسل أي طالب لجوء إلى رواندا حتى الآن.

وخلال مؤتمر صحافي، قال رئيس الوزراء ريشي سوناك أمس (الاثنين): «ستغادر أول رحلة تقل طالبي اللجوء إلى رواندا خلال 10 إلى 12 أسبوعاً».

ورفض سوناك تقديم تفاصيل عن عدد الأشخاص الذين سيكونون على متن الطائرات، لكنه قال إنه ستكون هناك رحلات متعددة شهرياً خلال فصل الصيف وما بعده.

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (إ.ب.أ)

وسعى رئيس الوزراء ريشي سوناك وحزب المحافظين الحاكم إلى تمرير هذا النصّ لإجبار القضاة على اعتبار رواندا الواقعة في شرق إفريقيا «دولة ثالثة آمنة».

وتتعرّض حكومة سوناك لضغوط متزايدة لخفض الأعداد القياسية لطالبي اللجوء الذين يعبرون بحر المانش انطلاقاً من السواحل الفرنسية على متن قوارب صغيرة.

ويمنح التشريع الجديد الوزراء صلاحية التغاضي عن أجزاء من القانون الدولي وقانون حقوق الإنسان البريطاني.

ولجأ سوناك لإقرار هذا التشريع ردّاً على حكم أصدرته المحكمة العليا العام الماضي واعتبرت فيه أنّ إرسال طالبي اللجوء إلى رواندا مخالف للقانون الدولي.

وتفيد تقديرات مكتب الوطني لمراجعة الحسابات بأنّ ترحيل أول 300 مهاجر سيكلّف المملكة المتحدة 540 مليون جنيه استرليني (665 مليون دولار) أي ما يعادل حوالى مليوني جنيه إسترليني لكل شخص.

وأكد سوناك أنّ الحكومة جهّزت مطاراً وحجزت طائرات تجارية مستأجرة للرحلة الأولى.