عادل عبد الرحمن
TT

كيف أوقفت ألمانيا السامبا في شوارع ساو باولو؟

كنت متشوقا لمشاهدة مباراة البرازيل وألمانيا في دور الأربعة، على الرغم من أن الوقت غير مناسب مع إفطار رمضان بعد يوم طويل من الصيام في صيف لندن الطويل.
كنت أعشق كرة السامبا عندما كانت تحضر الى المنافسات ولا أحد يعرف أي نجم من الفريق. كان الفريق غامضا للجميع، كله نجوم عدا حارس المرمى هو أضعف شخص في مجموعة السامبا.. مع مرور المباريات كنا نكتشف أسماء النجوم مباراة تلو الأخرى حتى تكتمل الحلقة. زيكو وفالكاو وسقراط وغيرهم، في ذلك الوقت كنا نشاهد سمفونية كلاسيكية معزوفة بلاعبين مهرة أمتعوا جمهور العالم وحققوا بطولات. وأخيرا بعد ان انتقل لاعبو البرازيل للعب في أوروبا كانت الطامة الكبرى؛ حيث اختلط الرتم البرازيلي بالإيقاع الأوروبي ففقد البرازليون اللعبة الجميلة، وانتقلت التمريرات الطويلة والطريقة الدفاعية الغير منظمة الى اللعب البرازيلي. تلك الخلطة سممت بدن اللاعب البرازيلي واصابته بتخمة من عدم التحرك والتجول بمهارة داخل الملاعب الخضراء.
كانت المفاجأة هي انهيار كامل للفريق البرازيلي أمام الماكنة الألمانية. الفريق الألماني ليس خارقا ولا هو بالمستوى المخيف، والدليل على ذلك الفريق الجزائري وقف ندا له وتفوق عليه، ولولا خبرة بعض لاعبي الفريق الألماني لكانت مباراة الثلاثاء البرازيل ضد الجزائر.
ولن يعرف أبدا ما إذا كان وجود نيمار سيصنع الفارق حقا في ليلة الاربعاء اليتيمة باستاد "مينييرو" بمدينة بيلو هوريزونتي، حيث انهمرت الدموع بغزارة من عيون الجماهير البرازيلية، وحيث واجه المهاجم هالك صافرات الاستهجان بعد اختياره ككبش فداء لأداء البرازيل الكارثي.
في رأيي وجود نيمار لم يغير شيئا لأن الفريق البرازيلي ليس الفريق الذي عرفناه، من أول مباراة له في افتتاح البطولة كنت مقتنعا تماما بأن جماهير السامبا لم ترقص طويلا في شوارع ساو باولو.
الجماهير البرازيلية انفضت سريعا من مناطق الاحتفالات المنتشرة عقب المباراة، بينما ظلت جميع الألعاب النارية التي تطلق عادة عقب كل هدف أو فوز برازيلي في مكانها على الأرض وسط سكون تام يغلفه الشعور بالصدمة والذهول.
قال لويز فيليبي سكولاري مدرب البرازيل: "أريد أن أقول للجماهير البرازيلية أرجوكم أعذرونا على هذه الهزيمة.. ربما يسجل اسمي في التاريخ الآن بوصفي المسؤول عن أسوأ هزيمة تتعرض لها البرازيل على الإطلاق". كما قالت رئيسة البرازيل ديلما روسيف في تغريدة لها بموقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي على الإنترنت "لن ننكسر. أيتها البرزايل انفضي عن نفسك الغبار وانهضي من جديد". فنتمنى ان تستفيد البرازيل من الغزو الألماني وتعود كما عشقناها بكل نجومها وليس بنجم واحد فقط.