حسين الحكمي
أكاديمي سعودي
TT

ثاني أفضل نظام تعليمي

يعتبر النظام التعليمي الياباني أحد أفضل الأنظمة التعليمية في العالم، فقد حل في المركز الثاني بعد كوريا الجنوبية في التقييم الأخير لعام 2014. مما يميز هذا النظام التعليمي أن الإشراف على جميع المدارس يتم عبر مؤسسة واحدة وهي وزارة التعليم، بعكس ما يحصل في أميركا مثلا، حيث أن لكل ولاية نظامها التعليمي ومناهجها الخاصة بها التي تختلف عن الولايات الأخرى. النظام الياباني الشامل والمركزي يضمن أن يحصل كل طالب على مادة علمية مشابهة تماما لأي طالب في نفس مستواه التعليمي. بهذا يتمكن النظام التعليمي من سد أي فجوة تعليمية يمكن أن تحصل من جراء اختلاف المناهج وطرق التدريس.
في اليابان ، يمتد عدد الأيام التي يقضيها الطالب في المدرسة إلى 240 يوما في السنة؛ أي بزيادة 60 يوماً عما يدرسه الطالب في الولايات المتحدة الأميركية. علاوة على ذلك، فان الطالب في اليابان يمضي ستة أيام في المدرسة، إضافة إلى الدراسة يوما كاملا لخمسة أيام، فإن النظام التعليمي ما بين عامي 1992 - 2002 كان يلزم الطلبة بالذهاب للمدرسة نصف يوم كل سبت (السبت والأحد هما يوما الإجازة الأسبوعية في كثير من دول العالم).
وأظهرت نتيجة استبيان قام به العام الماضي Tokyo Elementary School PTA Council ما نسبته 86٪ من الآباء و38 ٪ من المدرسين المؤيدين للدراسة يوم السبت.
الفترة الزمنية التي يمضيها الطالب في التعليم في اليابان وفي الولايات المتحدة13 سنة أكاديمية. لكن بحسب عدد الأيام الدراسية، فإن الطالب في اليابان يكون قد درس أكثر من الطالب في الولايات المتحدة بعام كامل. والفترة الزمنية التي يمضيها الطالب في المدرسة في اليابان تجعله في موقع أفضل من الطالب الذي يدرس في الولايات المتحدة. حيث يحصل على مادة تعليمية أكثر، ويحصل على تدريب أطول، ما ينعكس على مهاراته بشكل إيجابي.
ينقسم العام الدراسي في اليابان إلى ثلاثة فصول دراسية. يفصل بين كل فصل والذي يليه بضعة أيام فقط، ما يساعد على أن لا يفقد الطلبة مهاراتهم التي تعلموها بسبب الانقطاع عن الدراسة. وتعتبر الإجازة الصيفية في اليابان أقصر منها في عدة دول أخرى. والسبب في قصر المدة، أن طول فترة الإجازة الصيفية يتسبب في أن يفقد الطلبة كثيرا مما اكتسبوه من معلومات ومهارات متنوعة.
يعد العامل المادي أحد العوامل ذات التأثير في تطوير التعليم في أي بلد؛ ففي بعض البلدان يتم صرف جزء كبير من الميزانية في أمور ليست ذات علاقة مباشرة بالتعليم؛ ففي الولايات المتحدة مثلا، يذهب 40٪ من ميزانية التعليم في توفير المواصلات،
والتغذية، والبرامج الرياضية أو البرامج التدريبية التي لا تخدم العملية التعليمية. في المقابل، نجد في اليابان، نسبة كبيرة من الطلبة يذهبون إلى مدارسهم إما مشيا على الأقدام أو باستخدم الدراجات الهوائية. كما أن من التقاليد التي ما تزال تمارس في عدد من المدارس اليابانية أن الطلبة يقومون بتنضيف مدارسهم في نهاية كل يوم دراسي. ولحرص الطلبة الشديد في اليابان على الانضمام للأنشطة اللاصفية بعد المدرسة، كالرياضة مثلاً، فإنه لا يسمح للطالب بالالتحاق بأكثر من ناد واحد فقط. هذا الحرص منبعه السعي للحصول على مقعد دراسي في الجامعة بعد التخرج، حيث أن مثل هذه الأنشطة تساعد في اجتياز اختبارات القبول.