عادل عصام الدين
صحافي سعودي
TT

الإنصاف.. في كأس العالم!

لا شك أن خروج بطل كأس العالم لكرة القدم مبكرا كان حدثا كبيرا وصدمة كروية، لكن التركيز على الكبار وحدهم يقابله الكثير من الإجحاف أيضا. أعترف بأنني حزنت على خروج إسبانيا مثل كثيرين ممن أحبوا الكرة الجميلة، وفي غمرة التركيز على الخروج الصدمة وتداعياته استوقفني المدرب العالمي مورينهو، حين أكد أن المباراة ليست مجرد وجود لفريق إسباني، حيث لا بد من العدل والإنصاف، خاصة في حالة تشيلي التي كان يتوقع خروجها في ظل وجودها مع إسبانيا وهولندا. لماذا ننسى أداء تشيلي التي عرفت كيف تضغط عندما تكون الكرة في حوزة إسبانيا؟! ولماذا نتنكر لروح العمل الجماعية لمنتخب تشيلي مع القدرة الفائقة على التغطية الرهيبة ووجود لاعبين يملكون موهبة عالية أمثال سانشيز وفارغاس؟!
وما قاله البرتغالي مورينهو مدرب تشيلسي الإنجليزي ينطبق على معظم آرائنا في مباريات كرة القدم وفي مقدمتها كأس العالم. أكثرنا من الحديث حول إخفاق إسبانيا وسلبيات الأداء، وتجاهلنا الفريق الفائز تشيلي، وكأننا أردنا عن عمد التقليل من أهمية الفائز، وهذا غير صحيح بيد أنها ثقافة البطل والأقوى التي تفرض نفسها في مثل هذه الحالات ويدفع ثمنها الأقل شهرة وإمكانية. مثل هذا التجاهل أو الإهمال يحدث كثيرا، وهو دليل على غياب النظرة الموضوعية والرؤية الشاملة، ذلك أن التركيز على ضعف أداء البطل أو الفريق الكبير الخاسر يعد إجحافا وتقليلا من جهد الفريق الفائز، لا سيما إن أدركنا أن معادلة التفوق تتمثل في الكفاءة والمثابرة والتوفيق.
نعم لم تظهر روسيا بشكل جيد، لكن الحقيقة أن كوريا الجنوبية أخفتها. ولم تفز البرازيل لأن المكسيك قدمت مباراة جميلة. وخسرت أوروغواي ليس لأنها سيئة بل كانت كوستاريكا مفاجأة جميلة بأداء كروي رفيع المستوى.
وبمناسبة الحديث عن الإنصاف فقد بدا المدرب الخبير العالمي ساكي منصفا صريحا جدا وهو يتحدث عن الفارق بين آسيا وأفريقيا، حيث أشار إلى أن منتخبات آسيا أفضل كثيرا من الجانب الانضباطي والتكتيكي، وأخذ على لاعبي المنتخبات الأفريقية الذين يلعبون في أوروبا عدم جديتهم في نقل تجاربهم إلى منتخبات بلادهم. يظهر المنتخب الأفريقي وهو يعاني خللا في اللعب الجماعي، ويلعب كل لاعب لنفسه، ويغيب الانضباط، الأمر الذي يؤثر على التكتيك والتقنية الجماعية ناهيك عن غياب الروح. اتفق الخبراء على أن لاعبي منتخبات شرق آسيا يفتقرون للمهارات والحرافة، بيد أنهم أفضل انضباطا، فيما يتفوق الأفارقة عناصريا ويقل أداء منتخباتهم كثيرا في المناسبات الكبيرة مثل كأس العالم، لأن النجم الأفريقي لا يعطي، وغير مهتم بتجانس وروح وجماعية منتخب بلاده. لقد عجز النجم الأفريقي عن نقل الثقافة الكروية الأوروبية إلى بلاده، على حد تعبير الخبير الإيطالي ساكي.
[email protected]