تمكنت قوات النظام السوري وحلفاؤها يوم أمس الخميس من دخول مدينة البوكمال، آخر معاقل تنظيم داعش في سوريا مجددا بعدما كان الأخير أجبرها على التراجع قبل نحو أسبوع نتيجة هجوم معاكس شنّه عليها. وأفيد عن غطاء جوي تؤمنه الطائرات الحربية الروسية للقوات المتقدمة داخل المدينة، بالتزامن مع تقدم «قوات سوريا الديمقراطية» باتجاه البوكمال من جهة الشعيطات.
وقال مدير مرصد «الفرات بوست» الناشط في دير الزور أحمد الرمضان إن «قوات النظام والميليشيات الموالية لها تشن هجوما جديدا على البوكمال من 3 محاور، محور الهري عند الحدود العراقية السورية وتتولاه الميليشيات العراقية، محور الكم الذي تتقدم منه قوات النظام ومحور مطار الحمدان الذي يتولاه حزب الله». وأشار الرمضان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الروس يعتمدون سياسة (الأرض المحروقة) من خلال تنفيذهم قصفا جويا عنيفا يؤدي لدمار كامل المدينة»، لافتا إلى أنه «وبالتوازي مع التقدم الذي يحققه النظام وحلفاؤه تم رصد تقدم (قوات سوريا الديمقراطية) باتجاه البوكمال من جهة الشعيطات».
وبث «الإعلام الحربي» التابع لـ«حزب الله» فيديو قال إنه «من أطراف البوكمال حيث تدور مواجهات بين الجيش السوري والحلفاء ضد إرهابيي داعش»، أظهر عددا كبيرا من المقاتلين يتقدمون في أرض قاحلة، علما بأن النظام والروس الذين أعلنوا السيطرة على البوكمال الأسبوع الماضي لم يُقروا حتى الساعة بخسارتهم المدينة بعد أيام وبأنّهم ينفذون مجددا هجوما آخر لاستعادتها.
من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بعودة «المواجهات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها وعناصر (داعش) على محاور في الأجزاء الواقعة عند الأطراف الغربية والجنوبية والشرقية من مدينة البوكمال، بعد 5 أيام من طرد الحشد الشعبي العراقي والحرس الثوري الإيراني وقوات حزب الله منها»، لافتا إلى أن «الاشتباكات تترافق مع عمليات قصف مكثف من قبل قوات النظام على مناطق سيطرة التنظيم في المدينة ومحيطها». وأوضح المرصد أن «هذا القتال العنيف يأتي بعد تمكن قوات النظام والمسلحين الموالين لها من فرض سيطرتها على مطار الحمدان والتجمع السكني القريب منه، الواقع بمحاذاة مدينة البوكمال من الجهة الغربية». وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية «أن الاشتباكات تدور حاليا داخل المدينة» مشيرا إلى حدوث «قصف جوي روسي ومدفعي». وأضاف عبد الرحمن «أن العملية العسكرية تجري بقيادة قوات النظام» موضحا أن القوات سيطرت على الأحياء الغربية والشرقية والجنوبية.
وتقع البوكمال في ريف دير الزور وتشكل آخر معقل مهم في سوريا لـ«داعش» الذي يسيطر على 25 في المائة من مساحة المحافظة الغنية بآبار النفط. وتدعم موسكو بقوة حملة النظام السوري في محافظة دير الزور وحاليا في البوكمال. وقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية الأربعاء أن ست قاذفات استراتيجية روسية من نوع «تو - 22إم3» وجهت ضربات جوية إلى مواقع تنظيم داعش في محافظة دير الزور شرقي سوريا.
وأوضح بيان صادر عن الدفاع الروسية أن القاذفات الروسية، التي وصلت إلى سوريا عبر أجواء إيران والعراق، استهدفت مراكز ومجموعات من المسلحين وآليات عسكرية للإرهابيين.
وبالتزامن مع حملة النظام المدعومة روسيا في دير الزور، تتواصل حملة «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة أميركيا في المحافظة نفسها. وأعلن المرصد يوم أمس أن هذه القوات سيطرت خلال 6 أيام على 3 من البلدات المهمة المتبقية لتنظيم داعش في شرق دير الزور، متحدثا عن «معارك متواصلة لا تكاد تهدأ في ضفاف الفرات الشرقية، نتيجة هجوم متلاحق من قبل قوات سوريا الديمقراطية، على مواقع سيطرة التنظيم في الريف الشرقي لدير الزور». وأوضح أن الاشتباكات العنيفة تتركز على محاور في شرق الفرات قبالة مدينة الميادين التي تسيطر عليها قوات النظام، مشيرا إلى سيطرة «قسد» على بلدة ذيبان، حيث بدأت بعمليات تمشيطها، علما بأن «داعش» كان قد طرد النظام من هذه البلدة، في الـ22 من أكتوبر (تشرين الأول) الفائت من العام الجاري.
7:49 دقيقة
موسكو تغطي مجدداً توغل النظام في البوكمال
https://aawsat.com/home/article/1086046/%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%83%D9%88-%D8%AA%D8%BA%D8%B7%D9%8A-%D9%85%D8%AC%D8%AF%D8%AF%D8%A7%D9%8B-%D8%AA%D9%88%D8%BA%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%88%D9%83%D9%85%D8%A7%D9%84
موسكو تغطي مجدداً توغل النظام في البوكمال
«سوريا الديمقراطية» تتقدم باتجاه المدينة من جهة الشعيطات
- بيروت: بولا أسطيح
- بيروت: بولا أسطيح
موسكو تغطي مجدداً توغل النظام في البوكمال
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة